أحقاً هم عمال؟!
هناك الكثير من مواقع العمل الحيوية في البلاد، تتيح للعاملين فيها أن يستولوا على مال منهوب كبير، إما على شكل رشى وهدايا «محرزة»، أو على شكل تعدّ مباشر على المال العام بأشكال وأساليب مختلفة.
وإذا ما تجرأ مدير أو وزير على نقل هؤلاء «العمال» أو «الموظفين» من أماكن عملهم لسبب أو لآخر، عندها تقوم الدنيا ولا تقعد، وسرعان ما يتصل بالمدير أو الوزير «الجريء» المتنفذ فلان، وضابط الأمن فلان، والتاجر فلان، والمخبر فلان.. ليتهدد ويتوعد، ويطالب بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه وإلا....!!.
طبعاً، هؤلاء «العمال» جرى تعيينهم أصلاً بصفقات محددة، وهم غالباً من أصحاب «الواسطات» الثقيلة، ولا يلبثون أن يشكلوا فيما بينهم ومع داعميهم شبكات فساد ومافيات متجانسة، والويل الويل لمن يتجرأ على مساءلتهم أو محاسبتهم، أو حتى نقلهم من أماكن عملهم التي تدر عليهم ذهباً وسطوة..
حصل ذلك مؤخراً مع العديد من المدراء العامين، وسيستمر بالحصول إلى الأبد إذا ما استمر الواقع السياسي والاقتصادي - الاجتماعي القائم في البلاد على حاله..
هذا جزء من لوحة الفساد في البلاد..