تعالوا نكرم عمالنا وإداراتنا في شركات القطاع العام التنافسي

عندما فتحت الحكومة باب الاستيراد على مصراعيه تنفيذاً لتوجهات اللجنة الاقتصادية المبرمة مع السوق العربية ـ والسوق الأوروبية والشركات التي ستقام على الصعيد الاقتصادي، تعهدت حكومتنا الموقرة أن تعطي مهلة عام لتأهيل هذه الشركات لتستطيع أن ترتب أوضاعها العمالية والإنتاجية والتسويقية بما يتلاءم مع جوهر هذه المنافسة المطلوبة.

وللأسف فإن الحكومة لم تف بوعودها حيث فتحت باب الاستيراد على مصراعيه قبل أن تنفذ وعودها لهذه الشركات وللأسف الشديد وجدنا أن فتح الباب ليس للصناعات العربية بل لصناعات دخلت السوق العربية من منشأ أجنبي (صيني) وتم تصديرها إلينا على أساس أنها صناعة محلية عربية، وبذلك يكون  دخول هذه الصناعة بهذا الشكل ليس لتحقيق السوق العربية المشتركة بل من أجل الإجهاز على صناعتنا الوطنية بغية تصفيتها بعلم وخبر الجهات المعنية. . .

إننا إذ نستهجن هذه المواقف نبارك إدارات شركاتنا الوطنية التي قبلت التحدي وصمدت بوجه مثل هذه المنافسة غير الشريفة وحققت أرباحاً في ظل هذه الظروف المعقدة وخسر المراهنون على إنهاء هذه الشركات.

فتحية لشركة الكابلات السورية في دمشق وحلب وشركة الإنشاءات المعدنية التي وقفت على أرجلها من جديد والشركة العربية السورية للصناعات الإلكترونية وغيرها من الشركات الأخرى في القطاعات الإنتاجية الأخرى، وتحية اخرى لعمال وإدارات هذه الشركات الذين أثبتوا بوطنيتهم أنهم قادرون إذا ماتعاونوا على قبول التحدي والصمود بوجه التيار الجارف الذي يعمل على تمزيق صناعتنا الوطنية.

وعلينا نحن كمواطنين أن ندرك أبعاد هذه الهجمة ونبادر لدعم شركاتنا الإنتاجية بشراء منتجاتها والعمل مع إداراتها لتحسين مواصفاتها وللالتفاف حولها فالمعركة الاقتصادية شرسة لايدفع ثمنها إلا أطفالنا فلننقذهم من الجوع بتشجيعنا للصناعات الوطنية.