الاتحاد العالمي لنقابات العمال ... نداء لتوحيد نضال العمال في العالم

شهدت الطبقة العاملة على الصعيد العالمي تبدلات نوعية بأوضاعها، من حيث حقوقها وأجورها، والخدمات المقدمة لها، نتيجة التقدم الذي أحرزته القوى الامبريالية، وخاصة الأمريكية على الصعيد العالمي، وسيادة القطب الواحد، مما مكّن القوى الامبريالية من شن هجوم كبير على حقوق العمال ومصالحهم، وأفقدهم الكثير من مكاسبهم التي حققوها بفعل نضالهم البطولي الذي خاضوه على الصعيد الكوني، خاصة في الدول الامبريالية، حيث كانت النقابات، والاتحادات العمالية، وكذلك الأحزاب اليسارية وفي مقدمتها الأحزاب الشيوعية، أكثر إيماناً بقدرة الطبقة العاملة على مواجهة قوى الرأسمال، ومراكزه المالية، وانتزاع الكثير من الحقوق والمكاسب، وخاصة، ما يتعلق بقضية الأجور مستخدمين السلاح الأمضى، والسلاح الأكثر فاعلية في انتزاع تلك الحقوق، ألا وهو سلاح الإضراب، الأمر الذي أدى إلى انتزاع الكثير من المطالب، وذلك لتضافر عدة أسباب:

أولاً: المساندة القوية التي كان يقدمها المعسكر الاشتراكي سياسياً ومادياً للعمال المضربين.

ثانياً: التضامن العمالي الواسع في الفروع الصناعية والخدمية في البلد الواحد، وتضامن عمال البلدان الأخرى مع الإضرابات.

ثالثاً: وجود مركز عمالي على الصعيد العالمي ينسق بين الاتحادات العمالية، ويقدم الدعم والمساندة للعمال في نضالاتهم.

أما ما هو حاصل منذ عقدين من الزمن، هو افتقاد الطبقة العاملة لعناصر قوتها السابقة، وتركها وحيدة تخوض نضالاتها في مواجهة القوى الامبريالية العاتية، حيث تمرست الطبقة العاملة على مقاومتها، ومواجهتها رغم أسباب الضعف التي تسود الأوساط العمالية والنقابية، حيث أخذت الطبقة العاملة تصنع أدواتها النضالية من جديد، وكتعبير عن هذه الحالة الجديدة، الإضرابات العمالية الواسعة التي شهدتها فرنسا في مواجهة (العقد الوظيفي)، واستطاعت أن تشد أطرافاً كثيرة إلى ساحة النضال، سياسية، ومهنية بعد أن تخلت عنها الكثير من القوى اليسارية والشيوعية نتيجة الارتداد والتخلي عن الدور الحقيقي لها في مواجهة القوى الامبريالية التي تستخدم الآن الكثير من الطرق والأساليب لمواجهة تصاعد نضال العمال، والهروب من زيادة أجورهم، ومكاسبهم. ومن تلك الطرق إغلاق المعامل والشركات في البلد الأم لتفتح معامل أخرى في بلدان العالم الثالث، والصين، حيث الأجور منخفضة، والضرائب قليلة، والحماية متوفرة، لتتضاعف الأرباح، كما جاء في مقال (العمال في مواجهة العولمة) لجون رومل منسق ميتشغان في الحزب الشيوعي الأمريكي المنشور في أحد أعداد (قاسيون): (... إن اتفاقيات التجارة الحرة لم تأت بالأمن الاقتصادي لعمال أي بلد، وبالمقابل فإن تلك الاتفاقيات قد رفعت المنافسة بين العمال لتضعف، وتقلص أجور الطبقة العاملة على صعيد العالم... وقد تمكنوا من ذلك جزئياً من خلال سهولة وقدرة رأس المال على الانتقال من بلد لآخر، والتهام حقوق العمال في سياق مشيه للوصول إلى الأدنى والأقل؟؟).

ومن هنا نقول: إن الطبقة العاملة بحاجة إلى تضامن أممي، وإلى مركز يوحد نضالاتها في وجه العدو الشرس الذي ينقض على حقوقها، ومكاسبها، والأهم أن العمال بحاجة إلى أحزاب شيوعية قد حلت أزماتها الداخلية لتقود نضالات العمال، وليس إلى نخب سياسية معزولة لاهثة خلف مكاسبها، (لأن الرأسمال لا تخيفه تلك النخب، بل ما يخيفه هو إدراك الشعب لكل قوته التي أظهرها في الإضرابات المتواصلة، ومعارضته لعمليات التسريع...). (المقال نفسه).

في هذا السياق، أكد النداء الذي وجهه الاتحاد العالمي لنقابات العمال في أيار 2007 على نقاط هامة، وجاء فيه: «أننا نعيش في فترة تتميز بـ:

العدوانية الامبريالية، والعولمة الرأسمالية، وتقييد الحريات الديمقراطية، والنقابية، والعمالية. وأضاف النداء: إن الفقر، والبطالة الأغلبية العمال هي الأسوأ، وكثيرة هي الأصابع التي تشير إلى حقيقة لا يمكن إخفاؤها (800 مليون يعانون المجاعة، 200 مليون طفل يعيشون في فقر مدقع، 900 مليون بالغ أميون، 115 مليون طفل لا يذهبون إلى المدارس.

بالإضافة إلى (2% من سكان العالم يملكون 60% من ثروته، في القرن الواحد والعشرين هناك أناس يتقاضون أجراً شهرياً يتراوح بين 25 و30 يورو بدون تنظيم نقابي، وبدون حقوق إنسان.

في الولايات المتحدة الأمريكية الوضع سلبي جداً بالنسبة للعمال: ففي العام 2006 ازداد دخل (1%) من السكان مليون دولار، وفي الوقت ذاته انخفض دخل 90% من السكان بمقدار 270 دولاراً!!

وأكد النداء: إن تقيد الحريات الديمقراطية، والنقابية هي الأمل الرئيسي للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بحجة مكافحة الإرهاب.

لقد حدد الاتحاد العالمي لنقابات العمال في ندائه شعاراته الرئيسية:

حقوق العمال للجميع، الحريات النقابية للجميع، عالم دون استغلال، التقدم والسلام، أوقفوا قتل واختطاف النقابيين.

أخيراً أكد الاتحاد العالمي في ندائه: إن الطبقة العاملة العالمية تحتاج اليوم لاتحاد عالمي لنقابات العمال قوي، وقادر على القيادة لتحليل الوضع الدولي، ولتنسيق نضالات النقابات، وتطوير نشاطاتها المؤشرة، وفي الظروف المعاصرة تحتاج الطبقة العاملة العالمية إلى نقابات متبلورة طبقياً، توحد كافة العمال ضد الشركات ما فوق القومية، وضد الامبريالية».

وخُتم النداء بتأكيد أننا «نحتاج إلى نقابات بروح أممية ديمقراطية معاصرة».

آخر تعديل على الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2016 17:37