هموم تقاعدية
كم يبلغ عدد الموظفين المتقاعدين منذ عام 1981 وما دون على امتداد مساحة الوطن؟؟ هؤلاء منهم المدرسون والمعلمون والموظفون في مجالات عدة، وهذه الشريحة لم يبلغ راتب المنضوين فيها أكثر من /4300/ ل.س طبعاً هذا بالنسبة لحملة الشهادة الجامعية، أما حملة الثانوية والإعدادية فراتبهم التقاعدي أقل من ذلك بكثير، علماً أن أساس راتب الجامعيين كان /700/ ل.س فقط، وعدّل ليصبح /3300/، وهذا يعني أن مجموع الزيادات التي حصلت عليها هذه الشريحة بلغت /1000/ل.س فقط.
والسؤال: هل يعزّ ويكرّم الإنسان في مثل هذا العمل، أم يهان؟؟ إن هذه الأعمار تحتاج إلى رعاية صحية فائقة، ومن ثم إلى دواء مستمر، فلو فرضنا أن عدد أفراد أي أسرة من أسر هؤلاء الموظفين هو اثنان فقط، فهذا يعني أن نصيب الواحد منهم من الراتب /2150/ ل.س شهرياً وإذا افترضنا أنهم، وعلى مدار الشهر، يتناولون ثلاث وجبات يومية تتراوح بين الخبز والزعتر أو الخبز والبيض، فهل هذا المبلغ يغطي ما يحتاجه هذا الإنسان؟! وبعملية حسابية بسيطة نجد أنه بحاجة /840/ ل.س شهرياً لقاء تناوله بيضة ورغيف خبز في كل وجبة ليبقى له /1400/ ل.س لباقي المصاريف من ماء وكهرباء وغاز وطبابة وغير ذلك..
أما آن الأوان كي تلتفت الحكومة إلى هذه الشريحة الواسعة من الموظفين، أم أنها ستبقى متنكرة لما قدمه هؤلاء من خدمة للوطن والمواطن في زمن لم يكن فيه الفساد منتشراً بالصورة الحالية، ألا يتذكر السيد رئيس مجلس الوزراء أساتذته الذين فتحوا عينيه على العلم والمعرفة؟ ألا يتذكر السيد وزير المالية أولئك الذين أعطوه عصارة أدمغتهم؟! إن المتقاعدين من حملة الشهادات الجامعية، يتقاضون اليوم أقل من أي موظف آخر لا يحمل سوى الثانوية أو الإعدادية، فأي منطق هذا وأي إنصاف؟!