«مجابهة السياسات الليبرالية الجديدة والعولمة المتوحشة»

 أحد القرارات الهامة التي اتخذها مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العمال في الدورة الرابعة والعشرين القرار رقم /30/ مجابهة السياسات الليبرالية الجديدة والعولمة المتوحشة، ولأهمية هذا القرار ونحن على أعتاب انعقاد المؤتمر الخامس والعشرين، نقدمه لقراء قاسيون للتذكير به..

«تسارعت منذ أوائل الثمانينات عملية العولمة الجارية، مع انطلاقة الليبرالية الاقتصادية الجديدة في المراكز الرأسمالية المتقدمة (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة)، وقد تعزز هذا الاتجاه أواخر الثمانينات، وأوائل التسعينات، وقد توجت الليبرالية الاقتصادية الجديدة نجاحاتها بالتوقيع على اتفاقيات (الغات) عام 1994، وإنشاء منظمة التجارة العالمية عام 1995.

عكست هذه التحولات على الصعيد الدولي، الدور المتزايد لرأس المال العالمي في التحكم بالقرار الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الدولي، على حساب مبدأ سيادة الدولة وحقها في تقرير مصيرها واختيار السياسات والتوجهات الاقتصادية والاجتماعية الملائمة لها كما انعكست هذه التحولات على صعيد الدول وخاصة في المركز الرأسمالي بمواصلة إلغاء دور الدولة الاجتماعي لمصلحة حرية رأس المال.

لقد فقدت الدول والشعوب قرارها المستقل جراء هيمنة أقطاب العولمة الجارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والشركات عابرة القومية على المؤسسات المالية والتجارية العالمية: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية التي اتسع نطاق تدخلها وتأثيرها من خلال المشروعين العقدية الشكلية الملزمة للدول الصغيرة والنامية.

وتحول هذا القطب الرأسمالي أواخر تسعينات القرن العشرين إلى قطب سياسي مهمين على القرار السياسي العالمي، من خلال سيطرته وإلحاقه للأمم المتحدة ومؤسساتها بمراكز القرار لديه وبمصالحه الخاصة، مدعماً ذلك بقوة عسكرية متفردة (حلف الناتو)، منحت نفسها حق التدخل في كل مكان تحت مسميات وادعاءات «الدفاع عن حقوق الإنسان» مكافحة الإرهاب وغيرها.

إن التحول الجديد الحاصل على الصعيد العالمي، يجعل سياسات الليبرالية الاقتصادية أداة الامبريالية العالمية في السيطرة، والتي لا تتورع عن استخدام القوة لتنفيذ مصالحها، قد جعل العالم، وبخاصة عالم الشعوب، يعيش مرحلة عدم الاستقرار والحروب الأهلية والإقليمية، والفقر، والبطالة، والتهميش، ويتضح أكثر فأكثر الصعوبات التي بدأ يواجهها العمل المحلي والوطني في مجابهة هذا الخطر الذي أصبح كونياً وبالتالي فإن جبهة رأس المال العالمي التي تقدوها الامبريالية الجديدة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تتطلب بالمقابل جبهة للقوى والفئات المهددة التي مازالت حتى الآن تواجه مصيرها منفردة.

إن المؤتمر العام الرابع والعشرين للاتحاد العام لنقابات العمال في سورية يدعو الطبقة العاملة في العالم أجمع والمنظمات النقابية الوطنية والإقليمية والعالمية وجميع قوى الحرية والديمقراطية المناهضة للعولمة الجارية والهيئات والمنظمات الثقافية والاجتماعية في الدول الرأسمالية المتقدمة وفي الدول النامية لإدانة سياسات الليبرالية الجديدة ومجابهتها كما يدعو لتشكيل جبهة عالمية نضالية تضامنية لدرء خطر الامبريالية المتوحشة التي لا رادع لها، وللعمل المشترك بثبات للحفاظ على حق الشعوب في التنمية والسيادة على قرارها الوطني الاقتصادي والاجتماعي، وللحفاظ على استقلالها، ولحماية حقها في العيش بأمن وكرامة وحرية.