عمال خارج المظلة التأمينية
التأمينات الاجتماعية إحدى المؤسسات الهامة أو التي من المفترض أن تؤمن الحماية للعمال أينما وجدوا أثناء عملهم، وفي شيخوختهم، وبعد وفاتهم، وهي تقوم بهذا الدور الآن لعدد محدود من العمال، وتحديداً لعمال القطاع العام، ومن يتكرم من أرباب العمل على عماله، ويقوم بالتأمين عليهم وفق معاييره هو، وعلى أساس الحد الأدنى من أجر العامل. بينما يوجد مئات الألوف من العمال خارج المظلة التأمينية، وبالتالي فإن حياتهم تكون معّرضة للخطر الدائم، وكذلك عائلاتهم من جراء تعرضهم، كل حسب طبيعة عمله، لإصابات مهنية تكون في أحيان كثيرة مميتة، وفي هذه الحالة فإن العامل يخسر حياته، والعائلة تخسر معيلها، أو يصاب بإصابة تفقده القدرة على مزاولة عمله، وبهذه الحالة فإنه يعيش في دوامه العلاج والدواء المرتفع التكاليف التي لاقدرة له وحده على تأمينها، بسبب عدم قدرته على العمل وبسبب فقره الذي سيزداد بعد الإصابة.
هناك الكثير من المهن التي يمكن التحدث عنها، حيث لا تشمل العاملين فيها المظلة التأمينية، وهم خارج قوانين العمل أيضاً، ومن هذه المهن عمال البناء، ومنهم نجارو الباطون الذين يتعرضون لمخاطر السقوط أثناء عملهم، ويتعرضون لحر الصيف الشديد وبرد الشتاء، ولا توجد لديهم وسائل حماية تحميهم أثناء العمل، ووقوفهم في أماكن مرتفعة. كذلك عمال الطينة حيث يضطرهم عملهم للوقوف معلقين بين السماء والأرض (الأرجوحة) لتطبيق واجهات الأبنية، حيث احتمالات السقوط واردة في أية لحظة، ومع ذلك لا تتوفر لهم وسائل حماية. وهناك عمال قص الرخام أيضاً، فهم يتعرضون للأمراض الصدرية المختلفة بسبب الغبار الناتج عن قص الرخام والأحجار المعدة لزينة واجهات الأبنية.
وهذا يشمل عمال العتالة الذين يعملون في تحميل وتنزيل البضائع، إذ يتعرضون لأمراض العمود الفقري، أما العمال الزراعيون الموسميون الذين يعملون في حصاد الحبوب وقطاف الزيتون والجوز فلا يختلف حالهم...
إن مسؤولية هؤلاء العمال تقع على عاتق مؤسسة التأمينات الاجتماعية، فهي أولى الجهات التي مطلوب منها أن تجد الصيغة القانونية الضرورية لحماية جميع العمال، وتشميلهم بالمظلة التأمينية، والمسؤولية مشتركة أيضاً مع نقابات العمال، حيث يقتضي الوضع الوصول إلى هؤلاء العمال عبر الاتصال المباشر، وعبر وسائل الإعلام المختلفة لتوعيتهم وتحريضهم للانتساب إلى النقابات والاستفادة من خدماتها الصحية والاجتماعية المتوفرة، والتي تؤمن جزءاً من الحماية للعمال..