في مؤتمر نقابة أسمنت حلب: الأسعار تقفز كأرنب.. والأجور بطيئة كسلحفاة!
قدم النقابي سمير حسن، في مؤتمر نقابة عمال الأسمنت في حلب مداخلة هامة جاء فيها:
إن عمال سورية كانوا ومنذ نشأة حركتهم النقابية مناضلين ومدافعين عن قضايا الوطن من أجل الاستقلال، من أجل حرية الوطن والدفاع عن أرضه، ومن أجل دعم الاقتصاد الوطني، ومن أجل العدالة الاجتماعية.
بصدور القانون النقابي /84/ عام 1968 بدأت مرحلة جديدة في مسيرة النضال العمالي، حققت نقلة نوعية متميزة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
إن الدور الذي يقوم به التنظيم النقابي في حياة البلاد حيوي ومهم، وذلك من خلال مشاركته في إدارة العمل والإنتاج. ومساهمته في تعميق الوعي الطبقي بين صفوف العمال باعتباره ضرورة نضالية لجماهير الكادحين.
ونحن كنقابيين نرى لزاماً علينا أن نواصل مع سائر الوطنيين الغيورين في بلدنا، التركيز على مشاكل الاقتصاد الوطني ومتطلبات المجتمع الحياتية. لأن قضايا الاقتصاد والمجتمع لا تقل أهمية عن قضايا الوطن السياسية الكبرى، فبين هذه وتلك ترابط وثيق وتبادل للفعل والتأثير.
لقد سبق أن أطلقت وعود بإصلاح سياسي وآخر اقتصادي، وتحقيق تنمية مستدامة، وكان الناس استبشروا خيراً، وتفاءلوا بالتحسن المنتظر في أوضاعهم، فهل كان الحصاد بقدر هذه الوعود؟
واقع الحال يقول العكس مع الأسف حيث أن الوضع المعاشي لأوسع جماهير الشعب يتردى في الفترة الأخيرة على نحو بالغ، فالأسعار تقفز بسرعة الأرنب، والأجور تمشي بخطى السلحفاة، وطابور العاطلين عن العمل يتطاول أكثر فأكثر، وأوضاع القطاع العام تتراجع وتتقهقر، وظاهرة الفساد تتفشى بشكل متزايد، ومشروع إصلاح القطاع العام الصناعي لا يزال ينتظر الفرج.
لقد كانت قرارات المؤتمر القطري العاشر واضحة وحازمة في اعتماد اقتصاد السوق الاجتماعي نهجاً اقتصادياً للبلاد، وهو ما يختلف مع اقتصاد السوق الحر، ولذلك لم تتحقق النتائج المرجوة من اعتماد هذا النهج، لأن القوى التي تقف وراء اقتصاد السوق «الحر» والساعية لإضعاف دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي، هي نافذة وهي المؤثرة، أما القوى التي لها مصلحة في الدفاع عما تحمله كلمة «الاجتماعي» من دلالات، فهي مكبلة اليدين، ولا تملك حرية التحرك، وإن تكلمت فتتكلم بخجل.
نؤكد أخيراً وليس أخراً على الدور الذي يجب أن يقوم به التنظيم النقابي في العمل على تعزيز دوره في الدفاع عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة وتحسين أوضاعها المعاشية، فهذه الطبقة تستحق اهتماماً كبيراً، بكل تفاصيل حياتها، فقد صبرت طويلاً وكافحت طويلاً.
والنصر والخلود لنضال طبقتنا العاملة خلف تنظيمها النقابي العتيد.