بصراحة:ما أهم القضايا التي تقترح بحثهاعلى طاولة المجلس؟
على موقع الاتحاد العام جاء السؤال، والمقصود به إشراك من يرغب في طرح أسئلته على طاولة اجتماع المجلس بحضور الحكومة، وهذا السؤال سيفتح الباب واسعاً إذا ما أتيح لهذه الفكرة أن تأخذ طريقها عبر الأقنية المختلفة، منها الإعلام، الذي من الممكن أن يكون له دور مهم في نقل وجهات نظر طارحي الأسئلة، خاصة إذا ما اتبع تقليد النقل المباشر لوقائع الجلسات التي ستناقش فيها الكادرات العمالية الحكومة حول القضايا والمطالب المختلفة، وليسمع الشعب السوري كلا الموقفين من تلك القضايا، موقف ممثلي العمال في المجلس العام، وموقف الحكومة من القضايا المطروحة
، وتكون النقابات بهذا الفعل إذا تمّ، قد فتحت الطريق أمام العمال لإيصال مواقفهم المختلفة من قضاياهم التي يعانون منها على مدى عقود دون مجيب لها، ليس هذا فحسب؛ بل تكون النقابات سباقة في فتح أقنية التعبير المباشر المفترض أن تعمم في المجالس الأخرى، كمجلس الشعب وغيره، التي حرم منها الشعب السوري، وهذا هو دورها كممثله لأكبر طبقه تعبر في مصالحها عن معظم مصالح الشعب السوري في تأمين مستوى الحريات الكافي للطبقة العاملة كي تقول كلمتها في حقوقها الأساسية، وفي مقدمتها حق التعبير وحقها في توزيع عادل للدخل والثروة، التي هي من منتوج عملها يؤمن لها كرامتها في مستوٍ معيشي يتناسب مع مستوى الأسعار الذي يتحكم به غِيلان الأزمة، ليراكموا المزيد من الثروات على حساب لقمة الفقراء وشقائهم.
إن حلّ جملة القضايا التي تطرحها النقابات، والتي لا تطرحها، مرهون بموازين القوى وتغيرها، وهذا يعني اعتماد خطاب وادوات نقابية وعمالية قادرة على مواجهة السياسات الاقتصادية التي راكمت جملة القضايا المرتبطة بالوضع الإنتاجي والوضع الحقوقي للعمال، وواقع البطالة والمستوى المعيشي، فكيف سيجري حل جملة القضايا تلك، والمسبب الأول لها مازال سائداً ويجري اعتماده كنهج اقتصادي واجتماعي، كان ومازال لاعباً أساسياً في مراكمة حطب الأزمة، وسيعيد إنتاجها، إذا لم تواجهها القوى المجتمعية المتضررة منها، وفي طليعتها الطبقة العاملة السورية.