بيان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب العقوبات تعتبر تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية

لم يكن أمرا مستغربا أن يصّدر الاتحاد الأوروبي قرارا جديدا بفرض عقوبات على مسؤولين سوريين، وذلك بالنظر إلى أن سياساته باتت متطابقة مع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية.

إن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب إذ يعبر عن شجبه وإدانته لرزمة العقوبات الأوروبية الأمريكية على سورية، وللتصعيد في لهجة الخطاب الأورو ـ أمريكي تجاه سورية، فإنه يسجل ما يلي:

أولا، إن هذه العقوبات تعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية السورية، وهي تمس مبدأ السيادة، وحق الدول في إدارة شؤونها الداخلية بعيدا عن هيمنة القوى الخارجية. وهي بالفعل تستهدف زعزعة أمن واستقرار البلد، وتشجع القوى المتطرفة في زيادة حدة تطرفها.

ثانيا، يهم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أن يؤكد على أن عصر الاستعمار قد ولى، وأفل نجمه، وأن أي تفكير وحنين أوروبي لعصور الاستعمار القديم التي أوجدها عبر اتفاقيات سايكس بيكو لا طائل منها، لأن الشعوب العربية لن تسمح بتاتا أن تكرر مأساتها، وتحت أي مسميات أو ذرائع.

ثالثا، من الأهمية بمكان التأكيد على أن هذه العقوبات تطال الشعب السوري، لأن الفعالية السورية تنطلق بخطى حثيثة نحو الإصلاح، فأي عقوبات تشكل عقبة كأداء أمام مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري الذي بدأته القيادة السورية. من هنا فإننا نجد أن هذه العقوبات سوف تؤخر من عجلة الإصلاح، وسوف تعيق المضي في سرعة إنجازه وفق البرنامج الوطني المحدد له.

رابعا: إن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، إذ يتابع وباهتمام مواقف الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية، فإنه يستشعر النفاق الدولي، وازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الأزمات، فما يحصل في سورية شأن داخلي، سعت القيادة السورية لإيجاد مقاربات وحلول إصلاحية، مازالت ماضية، وعازمة كل العزم لتطبيقها، في حين أن إسرائيل التي تحتل أراضي الفلسطينيين، ومنذ عقود، وسبّبت بولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ترفض أن يكون لهذا الشعب كيان، بل وتمارس عليه كل أنواع العنصرية، والاضطهاد، فحري بالاتحاد الأوروبي، وحري بفرنسا التي تفتخر بالثورة الفرنسية، ومبدأ العدالة والديمقراطية أن تنظر بعين واحدة في مقارباتها لشؤون الشرق الأوسط، لا أن يكون المبدأ الذرائعي هو المحدد لسياساتها.

خامسا، إن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وانطلاقا، من موقعه، وتمثيله لملايين العمال العرب، وعلاقاته الدولية والإقليمية ، فإنه يستنكر بشدة قرارات الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي، ويدعو كل المنظمات النقابية العربية والدولية، إلى اتخاذ موقف واضحة ، يؤكد على مبدأ سيادة الدول، وحقها في إدارة شؤونها دون تدخل خارجي، وعلى دعم الوحدة الوطنية السورية، وتشجيع القيادة السورية على المضي في برنامجها الإصلاحي.