تحت شعار لقمة الشعب خط أحمر التعاون مع عمال متطوعين لـ «ردع الفساد»
يعتبر التطوع ثقافة إصلاحية تتخذها المجتمعات الغربية كوسيلة لإصلاح وتغيير سلبيات المجتمع بالجهود الذاتية دون الاعتماد على المسؤولين أو الحكومة، بل اعتمادا على بذل الوقت والمال والجهد، الذي يجعل الفرد أكثرإيجابية، وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية، إن إدخال ثقافة العمل التطوعي إلى عقل كل شاب سوري في ظل الأزمة العصيبة التي تمر بها البلاد كانت ضرورة لا بد منها من أجل مشاركة أوسع فئات الشعب في الدفاع عن مطالبهبعيداً عن مراكز القرار التي أكثرها تعتمد على بعض الفاسدين، ومن باب أن العمل الطوعي كقيمة ينتج أساسا من الإيمان العميق بالوطن والانتماء إليه بادر مجموعة من العمال والشباب الغيورين على الوطن وأمنه بإطلاق حملةتحت شعار «لقمة الشعب خط أحمر» بالتعاون مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وقد تكون فريدة من نوعها لأنها تأتي بإشراف من دائرة حكومية بعينها وهي من هذا المبدأ قد تكون أيضاً سابقة حكومية في الاعتمادعلى عمال وشباب لردع الفاسدين..
يقول العامل أحمد أحد المشاركين في الحملة أن أحد أسباب تراجع دور العمل التطوعي في المجتمع السوري إلى تخلى الدولة عن دورها التدخلي وترك الكثير من الأمور بأيدي غير أمينة، الأمر الذي جعلتها أي الدولة غير قادرةعلى الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها بتحقيق الخدمات والمساعدات لجميع فئات الشعب السوري الذين تضرروا كثيراً ونزحوا من بيوتهم ويلاقون صعوبة في تأمين المواد الرئيسية كالخبز والمازوت وغيرها.
أما نور الشاب المتطوع فقد استغرب من ردود أفعال بعض الفاسدين الذين وبالاتفاق مع بعض الأطفال يبيعون ربطة الخبز أمام الأفران بأسعار خيالية حين هاجمهم هؤلاء بالحجارة.
ولاستمرار الحالة ونجاحها اجتمع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور قدري جميل يوم الأحد بتاريخ 23/12/2012، مع عدة مجموعات عمالية وشبابية تطوعية لبحث السبل والآليات الكفيلة بتأمين المواد الأساسية(خبز، مازوت، غاز) للمواطنين، بدعم العمل الشعبي والرقابة الشعبية.
وقال الدكتور قدري جميل إن «الاعتماد على جهاز الدولة وحده غير كافي ولا يحل المشكلة بل يعقدها، ونحتاج الرقابة شعبية من أشخاص شرفاء»، لافتاً إلى أن «جهاز الدولة ليس فاسد بالكامل، وليس ضعيفاً لهذه الدرجة، بل قواهغير منظمة بشكل يجعله قادر على الحل».
وتابع الوزير إنه «لا بد من تشكيل أركان حرب غير مسلحة لبث الرهبة في قلوب الفاسدين وإضعافهم وشل حركتهم، وفي حال تماديهم نتلقى الإشارة للقيام برد فعل سريع، لكن يجب أن نكون أكثر ذكاء منهم لأن شكل تنظيمهم عالومتطور ومبدع، وقادرين على التأقلم مع الظروف بسرعة كبيرة».
ولفت الوزير جميل إلى أن «نجاح التجربة سيتعمم على كل سوريا، والبداية ستكون في دمشق وريفها، فتوزيع المواد التموينية ما لم يكن بشكل عادل وحازم ستستفيد منه يد السوء بشكل يؤدي للمضاربة ورفع الأسعار».
وأوضح الوزير خلال حديثه أن «هدف العمل تغيير بنية جهاز الدولة وبنية المجتمع، من خلال التعاون بين الشارع العنيد وبين القوى غير الفاسدة في جهاز الدولة والوزارة بشكل خاص، ليكون التركيز بداية على المواد الأساسيةوتوزيعها بعدل، بما يشعر الناس بأنهم سواسية في الضيق».
وتلخصت المهمة اصطلاحاً وترميزاً بإنشاء قوى ردع الفساد الشعبيةـ التي تعمل تحت شعار (لقمة الشعب خط أحمر)، حيث تشكلت لجنة تنسيق عليا قابلة للتعديل، تمثل قيادات المجموعات الشبابية المتطوعة، وتقوم بتوزيع المهامعلى المجموعات الأصغر بشكل يومي.
ومن جانبها شكلت الوزارة مكتب ارتباط يقوم بالتواصل مع لجنة التنسيق العليا ويتفاعل معها وفق ما يتطلب الحال سواء كان اتخاذ قرارات فورية أو تقديم الدعم لتحديد الأهداف وفق الأولوية (الأكبر فالأخطر) وهكذا من الأهمللهام.
وتتلخص مهام المتطوعين بتشكيل نقاط إنذار في الشارع عن مناطق الفساد، وتأمين التنافس الشريف، وتنظيم دور المواطنين، وتقرر خلال الاجتماع أن بعقد أول اجتماع يجمع لجنة التنسيق العليا مع مكتب الارتباط في وزارةالتجارة الداخلية وحماية المستهلك يوم الاثنين الموافق لـ24/12/2012.
أخيراً لا بد من التأكيد أن ثقافة العمل التطوعى يجب أن تنطلق من محاولة إشباع الحاجات الأساسية للمهمشين والفقراء، ومحاولة إدماجهم فى حركة المجتمع، وذلك فى إطار تنوع المنظمات الأهلية التى تقدم الخدمات التعاونيةوالصحية والثقافية بعد أن تفاقمت الأزمة أكثر، أو الجمعيات الاهلية التنموية التى تسعى إلى تحويل البشر إلى منتجين من خلال اقامة المشروعات الصغيرة لتعويض جزء ما خسروه بسبب الأزمة.