أبو فهد أبو فهد

من الأرشيف العمالي: لأننا نحب سورية

سألني أحد أصدقائي المقربين «يا رجل.. ما لكم خايفين على حالكم؟! لقد كشفتم المستور من خلال ما تنشرونه عن السلب والنهب، وتدللون بالأرقام والوثائق حتى غدت «قاسيون» تخيف قوى السوء والسوق والفاسدين والمفسدين، الذين أخذوا يستنفرون قواهم ودعمهم مهددين وواعدين؟؟»

 

فأجبته: نعم يا صديقي نحن لا نخشى لومة لائم طالما نقول الحقيقة وللحقيقة طعم واحد هو الحقيقة، فنحن عندما نقف بوجه قوى النهب، ندافع عن مستقبل أطفال بلادنا وشبابها المهددين بالأمية والبطالة والجوع، نتيجة نهب القلة لثروات البلاد وتسخيرها لمصالحها الخاصة على حساب سواد الشعب.

لقد أقسمنا جميعاً في المؤتمر الخامس لحزبنا أنه ليس هناك من مهل في محاربة البورجوازية الطفيلية والبيروقراطية اللتين تنهبان الدولة والشعب معاً. ولكن الذي حدث أننا ومنذ مؤتمرنا الخامس قد غصنا بالانقسامات التي عطلت عمل الحزب، حيث كان همنا الوحيد كيف نسيء لبعضنا بعضا، كيف نتهم بعضنا بعضا، فابتعدنا عن شارعنا، وابتعدنا عن مشاكل شعبنا، وفتحنا بذلك الباب على مصراعيه لتنمو قوى البورجوازية الطفيلية والبيروقراطية التي أسعدها في ذلك الوقت انقسام حزبنا، حيث أزاحت بذلك قوة وطنية، تعرقل نموها ونهبها للبلاد، هذه القوى التي كبرت وقوي تأثيرها، فأضحت لا تهدد الشعب فقط بل البلاد نفسها، حيث أخذت على عاتقها أن تبيعها قطعة قطعة وأن تفكك اقتصادها من خلال النهب غير المعقول الذي تمارسه حتى اليوم.

القضية يا صديقي أننا بعد هذا الغياب أردنا أن نستفيد من دروس الماضي وأن نعود طواعية لحزبنا الذي افتقدناه جميعاً منذ أول انقسام لحزب الوطن، حزب الخبز، حزب الجلاء..

فالشيوعي هو ذلك الرجل الذي يضحي من أجل بلاده التي يجب أن يرتقي بها لا أن يعيش على حسابها.

فنحن لم نطلب من أحد حصة، ولن نزاحم أحداً على مسؤولية في هذا المكان أو ذاك، ولن نعمل من أجل تأمين امتيازات لنا على حساب شعبنا، هذه حقيقة يعرفها الجميع.

فمنذ أن وقعنا ميثاق شرف الشيوعيين كنا ندرك حجم الأخطار المحدقة ببلادنا، والتي تتطلب وجود حزب شيوعي واحد قوي، يكون بمثابة الصخرة التي تتكسر عليها كل المؤامرات التي تحاول النيل من بلادنا، وكنا صادقين بدعوتنا، ولكن البعض ما زال يؤدلج الانقسام ويبرر الاستمرارية فيه. والقضية التي ينبغي أن نعرفها جميعاً أن الغاية من تبرير الاستمرار في الحالة الانقسامية هي الحفاظ على المكاسب والحصص التي تعطى، وهنا تكمن الإشكالية الكبرى في تكون أولئك الذين يثرون على حساب البلاد والعباد والاستمرار بهذه العقلية التي لا تفيد سوى أعداء البلاد... نعم عدنا لحزب الوطن ولحزب الخبز ولحزب الجلاء ولنأخذ دورنا في الدفاع عن مطالب شعبنا، وأن نتصدى لقوى السوق والسوء، حاملين أمانة في أعناقنا هي الدفاع عن مصالح شعبنا. فهل عرفت يا صديقي لماذا لا نخشى على أنفسنا.

قاسيون العدد /217/ آذار 2004