أيها العمال ثوروا ضد الرأسمالية الهمجية من أجل: تحقيق العدالة الاجتماعية وعالم خالٍ من الاستغلال

وثيقة أثينا

تحت هذا الشعار الكبير المعبر عن، والمحدد لأهداف نضال الطبقة العاملة في ظل الأزمة العميقة للنظام الرأسمالي بمراكزه وأطرافه، انعقد المؤتمر السادس عشر لاتحاد النقابات العالمي في أثينا في الفترة الواقعة بين /6-10/ نيسان 2011، وأصدر المؤتمر في نهاية أعماله ميثاقاً أسماه (ميثاق أثينا) حدد فيه (الاتجاهات، المقترحات، القرارات).

لقد جاء انعقاد المؤتمر في غمرة تصاعد النضال الجماهيري والعمالي في المراكز الإمبريالية، وفي الأطراف التابعة لها في مواجهة السياسات الليبرالية التي أفقرت العمال، وزادت من نسب البطالة حتى أصبحت سمة أساسية من سمات الاستغلال الرأسمالي

إن الحزب الشيوعي اليوناني لعب دوراً أساسياً في تنظيم، ورعاية المؤتمر وهو الدور المفترض أن يلعبه الشيوعيون في هذه المرحلة التاريخية في كل أصقاع العالم بقيادة نضال الجماهير الفقيرة، والطبقة العاملة كما حددها الشعار الرئيسي الذي تبناه المؤتمر، ولأهمية النقاط والمواضيع التي ناقشها المؤتمر اختارت«قاسيون» أهم ما جاء فيها.

جاء في مقدمة وثيقة أثينا:

ينعقد المؤتمر السادس عشر للاتحاد العالمي للنقابات في الوقت الذي يعيش فيه النظام الرأسمالي العالمي أزمة اقتصادية عميقة، ومتعددة الجوانب في كل مكان من حولنا حيث نرى الأسواق مثقلة بالبضائع، وارتفاع نسبة البطالة بشكل متسارع، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي والتجارة العالمية، وبالتالي الفقر المتنامي وتعاسة البلايين من الناس على هذا الكوكب في البلدان الرأسمالية المتطورة، وكذلك (وأكثر) في ما يدعى بالاقتصادات النامية، وإن أي عامل صادق ومخلص، وكل نقابة رسمية تحترم نفسها وزملاءها، وأي عامل يمثلهم لا يمكنه في أية ظروف أن يستثنى، ولا يتبنى الاستنتاجات التي توصل إليها المفكر الكبير للطبقة العاملة كارل ماركس، حيث كشف ماركس من خلال عمله أن الأزمة الاقتصادية تفضح التناقض الأساسي للرأسمالية ـ التناقض بين الطابع الاجتماعي للإنتاج، والشكل الرأسمالي لملكية وسائل الإنتاج، والاعتماد على نتائجها في الأزمات، وأن الآلية الكاملة للنمط الرأسمالي للإنتاج تخضع لضغط من قوى الإنتاج، التي تم إنشاؤها من الرأسمالية نفسها.

وأضاف التقرير تحت عنوان:

عواقبه على المستخدمين (العاملين)

في الوقت نفسه تواجه الجماهير العاملة عبر العالم الارتفاع الكبير في معدلات البطالة، وغلاء الأسعار للمواد الغذائية الأساسية، وغيرها من الضروريات مع تقليص في الخدمات الاجتماعية كالتعليم، والرعاية الصحية والاجتماعية، وفقدان الممتلكات (المنازل.... إلخ)، بسبب الديون المستحقة للمصارف، فإن الرأسمالية تكشف عن وجهها الحقيقي ليس فقط في البلدان النامية أو ما يسمى (بالعالم الثالث) لكن أيضاً في المراكز الامبريالية.

في الحقيقة اليوم، ظهرت صفارات الإنذار لمكافحة للاستسلام لإدانة الرأسمال المصرفي (اللصوصي)، وصيانة «الذهبيين» لتحجب حقيقة أن الرأسمالية في مرحلة الإمبريالية تتميز بسيادة الاحتكارات، بالإضافة إلى اندماج الرأسمالي الصناعي بالمصرفي، الذي يخلق حكم الطغم المالية من الرأسماليين. منذ بدء الأزمة إلى النهاية يتم تقديم الأزمة بصفة مالية، وإنها تشير ضمناً إلى أن المشكلة لا تبدأ في القاعدة الإنتاجية للرأسمالية في كل بلد بشكل منفصل، وفي الاتحاد الأوروبي عموماً، لكن من النشاط المختلط للرأسمال المصرفي، ويتحدثون عن فشل السياسات النيوليبرالية، ولكن لا يذكرون ولو مرة واحدة بأن الأزمة هي أزمة نظام الرأسماليين، والأهم من ذلك بأن الكفاح هو الشيء المطلوب لإسقاط هذا النظام بشكل كامل.

إعادة الإنتاج الرأسمالي وبشكل طبيعي لا يمنع تجنب ظهور الأزمة المالية، ولا كسر وانتهاك الحقوق الشعبية للعمال وانتصاراتهم، وصولاً إلى بعض الاستنتاجات في تطورات السنوات القليلة الماضية، وتشكيل مهامنا المستقبلية، فنحن لم نستطع المساعدة لكن نلاحظ ونؤكد تسجيلها، ولومنا الشديد للاتحاد الدولي للنقابات (TUC)، وكل اتحادات العمال الصفراء الإصلاحية فيما يتعلق بالأزمة المالية للرأسمالية، لعبت هذه الاتحادات النقابية دور تقليل، وإضعاف جماهيرية الحركة النقابية الحاشدة للطبقة العاملة، وذلك بتضخيم التصورات حول (التعاون) بين الاتحادات النقابية وصندوق النقد الدولي، وبعدم المشاركة في المبادرات الكفاحية الكبيرة (الإضرابات والمظاهرات... إلخ)، وبتحويل الاتحادات النقابية إلى تركيبة بيروقراطية، ويأخذ جانب أرباب الأعمال في تحطيم كل صوت مقاوم على مستوى المصانع، في المشاريع وأماكن العمل، وقاموا بتوقيع الكثير من العقود التي ليست فقط أدنى من احتياجات اليوم الحقيقية للطبقة العاملة، ولكنها أيضاً أدنى من مستوى التضخم، وكنتيجة هم يساهمون لاحقاً في زيادة الفساد، وعبر كل هذه الوسائل يخلقون جواً من الجبرية، وقبول أقل الشرين على سبيل المثال قبول تخفيض الأجور أو ساعات العمل من أجل تجنب خسارة العمل.

إن الأزمة المالية مع المشاكل المثارة ضد الجماهير العاملة، تشكل فرصة عظيمة للعمال لإدراك قوتهم، لتنظيم كفاحهم الخاص، وتوليد أولوياتهم الخاصة وحاجاتهم، ومن أجل طريقهم الخاص للتنمية المالية والاقتصادية والاجتماعية... إنها فرصة بأن قوة كافية جدية للحد التاريخي للنظام الرأسمالي التي ستحمل فوضى الإنتاج، التناقض بين الإنتاجات الاجتماعية والاستهلاكية الذي يجري بهيجان مع ازدياد سوء مستوى معيشة الطبقة العاملة، والحد من قدرتها على الاستهلاك.

إنها فرصة لإدراك الحاجة الحيوية لتحقيق الجانب الاجتماعي، تخطيط الإنتاج المركزي والسيطرة العمالية والاجتماعية، إن الأزمة هي حقاً فرصة جيدة جداً لإعادة تنظيم حركة العمال.

إن حركة العمال يجب أن تكون المحرك الأساسي في عملية الانقلاب، وليست للعب دور رجال الإطفاء.. إن الشرط الرئيسي لذلك هو تغيير الوضع في الحركة العمالية، وهزيمة هذه القوى السياسية والنقابية من مدرسة النقابات الموالية لأرباب العمل المتمسكة، بالإصلاحية والانتهازية التي لحد الآن لم تتوقف عن القتال لكي تضمن ربحية رأس المال، وتعزيز قوة مؤسسة الشركات.

أهداف الرأسمال

في ظل الأزمة الرأسمالية

في هذه الفترة من الأزمة، أصبح رأس المال أكثر عدوانية، ويكتسح إنجازات أساسية ويهدف إلى:

1) استغلال أشد للقوة العاملة.

2) استهلاك القوة العاملة باحتياج تغييرات ضد العمال.

3) زيادة معدل الإنتاج بتقنية جديدة أو معاصرة.

4) إعادة شراء إندماجات في كل الفروع الأساسية، وعمالقة الاحتكارات.

5) حدة التنافس للسيطرة على المواد الأولية ودوائر النفوذ.

6) وضع عبء الأزمة على العمال، والبلدان الأكثر ضعفاً.

7) تعميم تحديد المخصصات الاجتماعية.

خطة عمل الاتحاد العالمي للنقابات

وقد وضع المؤتمرون خطة عمل عريضة لمواجهة الخطة الرأسمالية، وتحديات المرحلة الراهنة وهي:

- نضال اتحاد العمال الثابت، والحاسم ضد الاحتكارات موحد في كل بلد وفرع وإقليم.

- توحيد الطبقة العاملة على قاعدة الطبقة.

- تسييس نضال اتحاد العمال بهدف تغيير ارتباط القوى، بمنظور هزيمة العبودية التي تسعى إليها الاحتكارات والامبريالية.

- نضال أكثر تنسيقاً مع حركات أخرى مثل حركة السلام، الحركة الشبابية، والحركة النسائية... إلخ.

- يجب على الاتحاد العالمي لنقابات العمال في الواقع، أن يتخذ دوراً في الحشد، والتعبئة لعمل ونضال الطبقة العاملة وحلفائها.

- تنظيم جبهة حاسمة ضد الإصلاحية في كل أركان الأرض.

- يجب أن نشن جبهة بطريقة واضحة، ومركزها ضد محاولات مساواة الفاشية والشيوعية، اضطهاد الأحزاب وجرائم قتل النقابيين.

- عمل دائم ومستقر للجميع ـ حماية الناس العاطلين عن العمل، واجب مشترك لكل بلد تطبيق هذا الحق يتطلب تنمية مبتكرة وتغيير السلطة.

- حماية اجتماعية عامة وعالمية في الدفاع عن حياة وصحة الناس العاملين.

- إبطال عمالة الأطفال.

- حقوق ديمقراطية وحريات اتحاد العمال.

- النضال ضد الأسلحة، التحرر من منظمة حلف شمال الأطلسي وإلغاؤها.

- تحالفات مع الجماهير الريفية، أرباب العمل الصغار و أصحاب المهن الحرة والمعدومين.