معدل بطالة الشباب في تزايد.. انعدام فرص العمل يجعل الشباب يفكرون بالهجرة إلى خارج حدود الوطن
تعتبر سورية واحدة من البلدان الفتية سكانياً التي يشكل الشباب فيها من عمر (15-24) سنة أكثر من خمس سكانها بحسب تقديرات المجموعة الإحصائية التي صدرت طيلة السنوات الماضية، هؤلاء الشباب يتوزعون بالتساوي، تقريباً، بين المناطق الحضرية والريفية مع أفضلية ضئيلة لمصلحة الحضر.
إن قطاع الشباب في سورية لا يزال يعاني من العديد من المشكلات والمعوقات التي تحول دون تمكينه في مجالات الحياة المختلفة، لان عدم تمكينه يترك أثراً سلبياً على جهود التنمية البشرية المستدامة، ويعرقل تقدم البلد نحو تحقيق أهداف التطوير في عصر التكنولوجيا والمعلومات.
وحسب آخر مسح للمكتب المركزي للإحصاء فقد ارتفع حجم قوة العمل من 5530801 عام 2010 إلى 5815523 عام 2011 بزيادة قدرها 284722 فرداّ ونسبة زيادة 1.5%، وانخفض عدد المشتغلين من 5054458 مشتغلاً عام 2010 إلى 4949238 مشتغلاً عام 2011 بمقدار انخفاض 105220 مشتغلاً، حيث تركز الانخفاض في قطاعات الزراعة والصناعة التحويلية والبناء والتشييد وقطاع الفنادق والمطاعم وارتفع في قطاع التعليم والصحة والعمل الاجتماعي والإدارة العامة والدفاع.
ويشير المسح إلى أن عدد المتعطلين قد زاد من 476343، متعطلاً عام 2010 إلى 866285، متعطلاً عام 2011، أي بمقدار زيادة نحو 389942 متعطلاً، مما أدى إلى ارتفاع معدل البطالة من 8.6 % عام 2010، إلى 14.9 % عام 2011، وبلغت نسبة بطالة الشباب في العمر 15- 24 إلى 35.8% عام 2011 مقابل 20.4% عام 2010.
وعلى المستوى التعليمي جاء في المسح أن معدل البطالة ارتفع في فئة الأميين من 4.7% عام 2010، إلى 19.2% عام 2011، وضمن فئة يقرأ ويكتب من 9.4% عام 2010، إلى 20.4% عام 2011، كما زاد في الفئات الأخرى بشكل طفيف، وقد لوحظ تأثر الفئات الهشة في سوق العمل كالشباب الداخلين الجدد في سوق العمل وذوي التعليم المنخفض وكبار السن، وهؤلاء يتأثرون أكثر من غيرهم في التغيرات التي تحدث في سوق العمل، وبالتالي فإن معظمهم يعملون في القطاع غير المنظم أو أعمال غير منظمة في القطاع المنظم، وهذا ما أظهره المسح، بالإضافة لوجود عدد لا بأس به من المشتغلين يعانون من عمالة ناقصة، أي الفئة التي لم تحل أمورها مع الحكومات المتعاقبة كالعمال الموسميين والمؤقتين والمياومين، بالإضافة إلى ذوي الدخول المنخفضة والذين يعملون ساعات أقل من الساعات المعتادة، وهؤلاء يتأثرون بالظروف المختلفة، ويمكن أن يتحولوا إلى عاطلين عن العمل عند أية أزمة اقتصادية، وعلى مستوى المحافظات فإن معدل البطالة في المحافظات توزع بالشكل التالي: فجاءت محافظة الحسكة منبع الذهب الأبيض والأسود والأحمر بالمرتبة الأولى 38.8%، وجارتها دير الزور 23.5%، والسويداء 22.4%، والرقة 21.9%، بينما في المرتبة الأخيرة كانت محافظة حلب ذات القاعدة الصناعية بمعدل 7.6% وقبلها ريف دمشق.
إن ندرة فرص العمل تجعل بعض الشباب المتعلم يفكر بالهجرة إلى خارج حدود الوطن، فعدم ربط التعليم بسوق العمل، وضعف استقطاب القطاع الخاص لأصحاب الخبرات من أهم الأسباب وراء الاعتقاد بأن فرص العمل في الخارج أكثر توفراً، إضافة إلى الفكرة السائدة حول ارتفاع أجور العمل الذي يقوم به الفرد مقارنة بما هو عليه الحال من مستويات المعيشة الهابطة في سورية في السنوات الأخيرة.