إضرابات الممرضات في مشافي دمشق 1979
طوال عقد السبعينيات من القرن الماضيّ، كانت ممرضات مشافي دمشق تحضن نضالات مطلبية عدة من أجل حقوقهن في مشافي المواساة والوطنيّ ودمشق بشكل خاص.
وكانت مطالبهن تتلخص بمنحهنَّ تعويض طبيعة العمل، وتحديد ساعات الدوام وتأمين المواصلات خاصة للدوام الليليّ، وافتتاح دوُّر حضانة لأطفال الأمهات، إذ أن عدد المتزوجات من الممرضات والمستخدمات ليس بالقليل.
وقد وعدنَّ من المسؤولين عدة مرات بتنفيذ مطالبهنَّ، ولا سيما واسطة النقل من وإلى البيت، ودار الحضانة حال انتهاء المبنى الجديد في مستشفى دمشق، وتجهيز دور جديدة في المشافي الأخرى، وانتهى المبنى في مشفى دمشق ولكن لم ينفذ أيَّ شيء من الوعود كما شكلنَّ وفوداً لمقابلة وزير الصحة وقدمنَّ مذكرات وعرائض وكانت المطالب تتلخص بـ:
تعويض طبيعة العمل.
تحديد ساعات الدوام.
تأمين دور حضانة لأطفال الأمهات الممرضات والمستخدمات.
تأمين سيارة لإيصال الممرضات من وإلى المشفى.
وقد وعدهنَّ وزير الصحة آنذاك بدراسة مطالبهنَّ، وتأمينها حين صدور ميزانية عام 1979 غير أن الميزانية صدرت ولم يتحقق أيًّ من المطالب.
عندها اضطرت الممرضات بتاريخ 13/3/1979 للقيام بإضراب في مشفى المواساة شمل العمال والمستخدمين، والممرضات وأطباء الدراسات العليا، وتوسع الإضراب حتى شمل مشفى الجامعة ومشفى الأطفال، وتجمع الكل في مشفى المواساة، وكذلك أعلنت ممرضات ومستخدمات مشفى دمشق التضامن معهنَّ، وشكلت الممرضات وفداً يمثلهنَّ ذهب إلى مشفى المواساة حاملات برقية تضامن مع العاملين ومؤيدات لمطالبهنَّ.
وتدخل مكتب النقابة للخدمات الصحية في دمشق، واللجنة النقابية في مشفى المواساة، وإدارة المستشفى ووزير التعليم العالي وعميد كلية الطب، وتم لقاء بين المسؤولين وأطباء الدراسات العليا والممرضات والعمال والمستخدمين في المشفى، بحث فيه الصعوبات التي تعانيها الممرضات والمستخدمون وأطباء الدراسات العليا في هذه المستشفيات وضرورة حلها بسرعة.
ومن ثم شكلت لجنة من وزير التعليم العاليّ، ووزير الصحة ومدير مشفى المواساة لبحث المطالب ومتابعتها لدى السلطات المختصة، ولم تضم اللجنة إلى عضويتها التنظيم النقابي للخدمات الصحية؛ رغم ضرورة وجوده لسعة اطلاعه على جميع المشاكل والصعوبات التي تعاني منها العاملات في المشافي ومقدرته على تقديم الاقتراحات المناسبة والحلول الشاملة.
لعب النقابيون الشيوعيون في نقابة الصحة دوراً في مساعدة الحركة المطلبية للممرضات في تحقيق بعض المطالب، وكذلك كانت الممرضات الشيوعيات في مقدمة هذه الحركة المطلبية.