مسلحون يجتاحون معمل أسمنت البادية..!
بات الهجوم على المنشآت الاقتصادية والخدمية العامة لاستباحتها وسرقتها، هدفاً دائماً للمجموعات المسلحة التكفيرية خصوصاً وغير التكفيرية، وذلك لما فيها من أجهزة وآليات وآلات ثمينة. كما طال أيضاً الممتلكات الخاصة الإنتاجية والمهنية،والممتلكات الشخصية من منازل وسيارات وغيرها.. وعمال القطاعين العام والخاص،هم أول ضحايا هذه الاعتداءات،حيث يحرمون من مصادر عيشهم مع أسرهم، ناهيك عن معاناتهم السابقة من النهب والتهميش، ومن الغلاء والتهجير، وغير ذلك مما أفرزته الأزمة الحالية..
معمل أسمنت البادية
في الساعة العاشرة من مساء الجمعة 25/4 اجتاح المسلحون معمل أسمنت البادية وهو قطاع خاص، ويبعد عن دمشق حوالي 70 كم وعن مدينة الضمير ومطارها حوالي 30 كم، وذلك بأعداد تجاوزت 500 مسلح يستقلون حوالي 65 سيارة بهدف السيطرة عليه، وقطع الطريق بينه وبين مطار السين، والاستيلاء على ذخيرة الحراسة فيه وفي المعمل الآخر التابع للشركة المتحدة للأسمنت الخاص القريب منه، والذي هو قيد الإنشاء، كما قاموا باحتجاز عماله وعددهم حوالي 350 عاملاً لمدة أربعة أيام دون طعامٍ أو شراب، بينما استطاع العاملون في الشركة المتحدة الهرب إلى المناطق المجاورة وتم اطلاق سراحهم في صباح يوم الاثنين الساعة السادسة صباحاً بأن وضعوهم بشاحنات النقل مع سائقيها.
معاملة سيئة
والشيء الذي يثير كثيراً من التساؤلات هو ما تعرض له العمال عند وصولهم إلى الجهات المسؤولة قرب مطار الضمير، حيث نقل بعضهم فوراً، واحتجز البقية وهم جالسون في وضعية القرفصاء ونظرهم إلى الأسفل، ومن يرفع رأسه يأتيه الويل، ويعاقب بالضرب والإهانة مع اتهامهم بأنهم متعاونون مع المسلحين، والبدء بالتحقيق معهم وبقي قسم منهم حتى السابعة مساءً في العراء، وتحت الشمس دون طعامٍ وماء!!.
لا شكّ أن اجتياح المسلحين جريمة ليس بحق الوطن فقط، وإنما بحق العمال أيضاً وتستحق الإدانة، لكن السؤال لماذا تمت معاملة العمال بتلك الطريقة من الجهات الرسمية واتهامهم اتهامات شتى، بدل أن يجري الاعتناء بهم وتقديم ما يلزم لهم، وخاصةً أن الكثير منهم مازالوا محتجزين. وتثير هذه المعاملة العديد من التساؤلات:
ألا تؤدي هذه المعاملة إلى مزيدٍ من التوتر والاستياء؟ وأين اتحاد عمال دمشق مما جرى؟
ومن يحاسب المسؤولين عن ذلك؟!.
نضع هذه التساؤلات أمام الجهات المسؤولة، وننقل مطالب العمال بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، علماً أن كثيراً من الأشياء لم يتحدثوا عنها، بسبب خوفهم من عواقب ذلك.