من الأرشيف العمالي : وكان لهم ما أرادوا
«لا رواتب.. ولا أجور.. والعامل عايش مقهور» هذا الهتاف ردده أكثر من 400 عامل يعبرون شوارع مدينة اللاذقية من أمام الفرعين 2 و202 التابعين لمؤسسة الإسكان العسكرية وصولاً إلى مبنى المحافظة في مظاهرة جريئة، عبروا من خلالها عن رفضهم واستيائهم لتأخير رواتبهم المحرومين منها منذ ما يزيد عن ستة أشهر.
وقد قطع المتظاهرون 7 كم سيراً على الأقدام، فيما كانت دوريات حفظ النظام تحاول إعاقتهم واعتراضهم، وحين وصلوا إلى مبنى المحافظة اعتقلت قوى الأمن تسعة منهم، وحاولت أن تفرق جموعهم. وقد عم خبر المظاهرة في المدينة وحاول بعض المسؤولين وفي مقدمتهم المحافظ وأمين فرع الحزب التدخل لحل المسألة، وطلبا ممثلين عن العمال لمحاورتهم لكن العمال رفضوا أي حوار مع أي كان قبل إطلاق سراح رفاقهم المعتقلين، وظلوا ثابتين على موقفهم بإصرار شديد، حتى كان لهم ما أرددوا.
بعد ذلك اضطرت إدارة الفرعين للتفاوض مع ممثلي العمال الذين أكدوا وبجرأة كبيرة أنهم لن يوافقوا على استمرار التعاطي معهم بهذا الشكل المجحف الذي لا يراعي حاجاتهم المتزايدة وشؤون حياتهم ومعيشتهم. حيث أنهم لا يستطيعون تأمين مستلزمات ومتطلبات أسرهم وأطفالهم، ويضطرون في كثير من الأحيان للاستدانة ومد الأيدي للآخرين من أجل تأمين الطعام واللباس وأجور المواصلات، والحجة الدائمة للإدارة هي عدم توفر السيولة، بينما سيارات المسؤولين والمتنفذين في المؤسسة لا تتوقف، وأموال المتعهدين تصرف وتؤمن من دون عناء.
وقد قدم المسؤولون أثناء التفاوض الكثير من التطمينات، ووعدوا بصرف رواتب العمال المتأخرة والمتراكمة.. و«عالوعد يا كمون!».
ومما يلفت الانتباه أن المظاهرة الجريئة كانت خالية من أي مهندس في كلا الفرعين، والسؤال: لماذا؟
قاسيون العدد
242 آذار 2005