وزارة الصناعة تطلب عمالاً.. والشباب العاطل عن العمل يلهث وراء لقمة العيش!
تحدثنا في العدد السابق عن خطورة مشكلة البطالة اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً، وبالأرقام عن الطريقة التي كانت تعمل بها مختلف الوزارات في إيجاد حلول لهذه المشكلة، وبعد أن كثرت الانتقادات إلى مكاتب التشغيل في الحكومات السابقة، وخاصة في قضيتي محدوديةفرص العمل التي أمنتها مكاتب التشغيل، والقضية الثانية بعدم تعاون الجهات العامة في مكاتب التشغيل والإحجام عن إملاء الشواغر، وكانت هذه طبعاً نتيجة التعليمات الكثيرة والمتناقضة التي صدرت منذ إحداث مكاتب التشغيل في عام 2001 حتى تاريخه، والناتجة عنالتسريع في إحداث المكاتب في حينه ومباشرتها عملها دون التحضيرات اللازمة والرؤية الواضحة لعمل هذه المكاتب، ولعل الأرقام التي طلبتها وزارة الصناعة من الأيدي العاملة بمختلف الشهادات لأكبر دليل على تلك الخبطات في مواجهة مشكلة البطالة وخاصة الشبابمنها.
ويبدو طلب وزارة الصناعة الذي جاء بناء على طلب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووفقا لما تقرر في جلسة مجلس الوزراء احتياجاتها من الكوادر البشرية ليصار إلى تعيينهم من خلال برنامج تشغيل الخريجين الشباب في الجهات العامة، وذلك بعد موافقة وزيرالصناعة على هذه الاحتياجات، يبدو غريباً من حيث الكم والكيفية.
ووفق التسريبات التي وصلت لبعض الصحف المحلية، فقد بلغت حاجة الوزارة والجهات التابعة من الجامعيين ومن كافة الاختصاصات نحو 372 عاملاً موزعة على محافظات دمشق 119 وريف دمشق 47 وحمص 37 وحماة 21 وطرطوس 11 واللاذقية 19 وإدلب 16والرقة 8 وحلب 74 والحسكة 10 ودير الزور 17 ودرعا 2 خريج.
وبلغت حاجة الوزارة من حملة شهادة المعاهد المتوسطة ومن كافة الاختصاصات نحو 952 خريجاً توزعت على محافظات دمشق 203 وريف دمشق 112 وحمص 54 وحماة 45 وطرطوس 258 واللاذقية 59 وإدلب 50 والرقة 23 وحلب 118 ودير الزور 29 ودرعا 1.
كما بلغت حاجة الوزارة من الثانويات بمختلف أنواعها العامة والصناعية والتجارية نحو 240 خريجاً موزعين على محافظات دمشق 51 وريف دمشق 5 وحمص 49 وحماة 23 واللاذقية 1 والرقة 12 وحلب 94 ودير الزور عدد 5، في حين بلغ عدد حاجة الوزارة من التعليمالأساسي من حراس وعمال إنتاج ومراسلين وإطفاء وخبرة آلات ولحامين نحو 790 عاملاً موزعين على محافظات دمشق 255 عاملاً وريف دمشق 14 وحمص 124 وحماة 94 وطرطوس 101 واللاذقية 45 والرقة 17 وحلب 121 والحسكة 3 والسويداء 10 ودرعا 1والقنيطرة عدد 5 ليصل إجمالي الحاجات 790 عاملاً.
ويبلغ عدد حاجات الوزارة من مختلف الشهادات الجامعية والمعاهد والثانوية والتعليم الأساسي نحو 2354 عامل.
إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تنبأت الوزارة فجأة أنها بحاجة لهذا العدد الكبير من الشباب العاطلين عن العمل؟ ولماذا لا يتم محاسبة الإدارات السابقة في الوزارة التي كانت السبب في بقاء أكثر من 3000 آلاف مواطن دون مصدر رزق؟ وكم هو العدد من العمالالمطلوبين للوزارات الأخرى بعد أن كشفت وزارة الصناعة عن خطتها؟؟!.