من الأرشيف العمالي: النقابات ودور الطبقة العاملة
إن الطبقة العاملة صاحبة المصلحة الحقيقية في الدفاع عن الوطن وتخليصه من ناهبيه بشكل مباشر، وهي تخوض معركة الإصلاح والتطوير بكل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي تدرك دورها المباشر في هذه المرحلة فهي تتطلع إلى دور هام لحركتهاالنقابية في هذه المرحلة. حيث استطاعت الحفاظ على وحدة منظمتها النقابية وتصدت لكل المحاولات التي أرادت تقسيمها عبر شعارات التعددية النقابية. ومحاولات البعض نقل الخلافات الحزبية الضيقة إلى داخل الحركة لقسمها ولإضعاف دورها المناط بها.
كما أنها وقفت بقوة ضد المحاولات التي أرادت تحويل المنظمة النقابية إلى مؤسسة من مؤسسات السلطة التنفيذية تعمل على تنفيذ توجهاتها بين صفوف الطبقة العاملة، ولاسيما تلك التوجهات التي تتناقض مع مصالحها بحد ذاتها بحجة أن الحركة النقابية والحكومة فريق واحد.
ولهذا نجد أن عمالنا يجب أن يجدوا في نقاباتهم المدافع الحقيقي عن مصالحهم لأنها إذا لم تكن كذلك فيمكن أن تنتج شريحة مستفيدين يعيشون على حسابها من أجل تأمين مصالحهم الخاصة، مما سيؤدي إلى فصل رأس الحركة النقابية عن قاعدتها، بما يحمله ذلك من إشكالياتسلبية في وعي الطبقة العاملة لأهمية حركتها النقابية.
إن الفهم الخاطئ للنقابية السياسية ومحاولة تقزيم هذا المفهوم واختصاره على الجانب السياسي بغض النظر عن المحتوى الاجتماعي والاقتصادي للنقابية السياسية أدى إلى تشويه هذا المفهوم واختصر عمل الحركة النقابية على رفع المذكرات وعقد الاجتماعات والندواتللمطالبة بإصلاح الاقتصاد الوطني وتحسين المستوى المعاشي للعاملين بأجر دون الاستفادة من قوة التنظيم النقابي للضغط على السلطة التنفيذية لتنفيذ هذه البرامج الوطنية بمحتواها. مما أدى إلى تجاهل السلطة التنفيذية لهذه المذكرات التي طرحت آنذاك..
إن الطبقة العاملة إذ تستفيد من دروس الماضي تريد من حركتها النقابية أن تكون منظمة قوية مستقلة بقراراتها عن السلطة التنفيذية تراقب آداءها وتعمل من أجل مصالحها المرتبطة بمصلحة الوطن وتحد من الهجوم المنظم على مكتسباتها وتعمل على فضح آليات النهب غيرالمعقول لموارد الشعب والوطن معاً دون التستر على هذه الآليات وذلك لضمان أن تأخذ الحركة النقابية دورها كاملاً في عمليات البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى إعادة تأهيل الكادرات العمالية فنياً ومهنياً وفكرياً من خلالمساهماتها مع الجهات المختصة.
إن الحركة النقابية يجب أن تتطلع إلى الطبقة العاملة كعامل قوة لها ومن خلالها تستطيع العمل من أجل الدفاع عن الوطن في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهذا يتطلب أيضاً إعادة الثقة بين الطبقة العاملة وحركتها النقابية بعيداً عن العقلية البيروقراطية والحزبية الضيقةالتي ساهمت في نشوء مثل هذه العلاقة والتي يجب أن تكون علاقة ميدانية في مواقع العمل حيث يشعر العامل بأن قيادته النقابية معه، ويعمل كلاهما لمصلحة العمل والعمال.