ما مدى جذرية موقف الشعب السوري من القضية الفلسطينية؟
يتسم الموقف الشعبي السوري من القضية الفلسطينية بالعمق التاريخي والارتباط العضوي، رغم التقلبات السياسية للنظام.
يُعتبر الشعبان السوري والفلسطيني جزءاً من نسيج «بلاد الشام» الموحدة تاريخياً، حيث كانت فلسطين «الخاصرة الجنوبية» لسورية الكبرى قبل التقسيم الاستعماري (سايكس-بيكو). تجسد هذا الارتباط في المشاركة المبكرة لنضالات فلسطين، مثل دعم ثورة عز الدين القسام (1930).
إن الموقف الرافض للاستعمار لم يكن داخلياً بنظرة سورية ضيقة، بل امتد إلى ما يجري في فلسطين منذ بدايات تحرك القوى الصهيونية آنذاك فأعلن موقفاً رافضاً صريحاً وواضحاً، مما يدل على جذرية الموقف من القضية الفلسطينية منذ بداياتها، حيث كان في نص القرار أن المؤتمر السوري العام «يحتج على تمكين الصهيونيين من حمل السلاح ونزعه من سواهم... وضرورة إبعادهم عن فلسطين.
وساهم السوريون في الحرب التي دارت رحاها بين الفلسطينيين والوطنيين جميعهم من جهة والعصابات الصهيونية من جهة أخرى، حتى احتلال فلسطين في عام 1948، ولا تستطيع كتب التاريخ أن تغفل دور وإسهام عز الدين القسام وغيره.
وتنامت روح العداء للاستعمار الصهيوني بعيد العدوان الثلاثي 1956 واحتلال الجولان والضفة الغربية وأجزاء أخرى من فلسطين في العام 1967،
فليست القضية الفلسطينية بالنسبة للسوريين سوى امتداد للموقف الوطني السوري، وليست كما يدعي البعض سياسات ينبغي مراجعتها، مثلما كان إسهام السوريين، جيشاً ومتطوعين من مختلف الأحزاب السياسية الوطنية بمن فيهم شيوعيون، في درء العدوان الإسرائيلي عن لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي على العديد من المناطق اللبنانية وأهمها بيروت بالأشكال كافة، ومنها تنظيمات المقاومة.
وبقي موقف الشعب «متقدماً دوماً على نظامه السياسي – داعماً لفلسطين دون حسابات تكتيكية، باعتبارها» جزءاً من لحمه ودمه. حيث سجل الشعب السوري استياءه من عدم رد النظام على ما يقارب من 3,500 غارة إسرائيلية على الأراضي السورية (2011–2024). ويظل الموقف الشعبي السوري نموذجاً «لـلتضامن العابر للأزمات»، حيث يجسد التاريخ المشترك والوعي بأهمية الأرض والحرية والعدالة رابطاً لا ينفصم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1229