تشارلي تشابلن يسجل حضوره في رسومات صموئيل بيكيت

تشارلي تشابلن يسجل حضوره في رسومات صموئيل بيكيت

ستعرض المخطوطات الأصلية للكاتب الروائي والمسرحي الشهير صامويل بيكيت، والتي كتبها بيديه، للجمهور للمرة الأولى، والتي تخص أول رواية تنشر له، لكن ما السبب وراء الرسوم العديدة للكاتب الأيرلندي الأصل؟

وضعت ست كراسات مدرسية برفق فوق منضدة في جامعة ريدنغ البريطانية، وبدا أن هذه الكراسات حفظت بعناية، إذ إن عمرها يبلغ 80 عاما.

لقد امتلأت صفحاتها بالكتابات التي تصعب قراءتها، لكن ما يلفت النظر هو أن بيكيت كان يرسم بيديه كثيرا، وربما بالقدر نفسه الذي كان يكتب به.

هناك رسوم لأوجه مألوفة، وشخصيات تاريخية، ونوتات موسيقية. وتظهر صورة رسمها للفنان تشارلي تشابلن يمكن ملاحظة معالمها بسهولة، في الصفحة ذاتها التي رسم فيها بيكيت صورة لنفسه. 

 

وتظهر تلك الرسوم أن الكاتب الذي ألف أشهر مسرحياته "في انتظار غودو" قد أمضى بعضا من وقته منتظرا الإلهام.

وتتضمن المخطوطات النماذج الأولية لباكورة إنتاج الكاتب، وهي رواية "مورفي" والتي كتبها في عام 1935 و 1936.

وقال الدكتور جون بيلينغ، الخبير في أعمال الكاتب صمويل بيكيت، والذي قدم لبي بي سي عرضا للمخطوطات قبل أن يجري عرضها للجمهور في 11 يونيو/حزيران: "يرى العديد من الناس أن هذه الرواية هي أكثر أعمال بيكيت فكاهة".

وفتح بيلينغ الكراسة الأولى، وكانت الصفحات الأولى مليئة بالكتابة، لكن المؤلف شطب عليها بيديه، ثم ظهرت العديد من الرسوم.

وقال بيلينغ: "عندما كان الإلهام يخفت، كان بيكيت يتجه إلى كتابة المقالات القصيرة، وكانت لديه موهبة فنية واثقة من حالها، كما قدم عددا من الرسومات الجيدة".

وأضاف بيلينغ: "أعتقد أن هذه الرسوم هي للاستمرار في الكتابة، ولتحفيز العقل على المزيد من العمل".

وقد أثارت بعض هذه الرسومات تعليقات أكاديمية، كما أثارت تساؤلات حول السبب، على سبيل المثال، في أن الكراسة الثالثة لبيكيت تحتوي على رسومات للاعبي غولف يضربان الكرة في مواجهة كل منهما للآخر. 

 

وقال بيلينغ إن بيكيت كان يحرص على لعب الغولف، وحصل على عدة جوائز في دورات محلية في أيرلندا، لكن الذي يثير الدهشة هو أن أحداث الرواية لا تتضمن لعب الغولف.

وكانت الكراسات الست في حوزة أحد هواة جمع الأعمال الفنية القديمة، وذلك منذ الستينيات من القرن العشرين.

ويعترف بيلينغ أن البعض اندهش من القيمة المالية الكبيرة، التي بلغت أكثر من 962 ألف جنيه استرليني، التي أنفقتها الجامعة لشراء هذه الكراسات، وهل كانت تستحق ذلك المبلغ؟

لكنه قال: "بكل تأكيد، فالأمر بمثابة معجزة أن نتمكن من استعادتها لصالح إحدى المؤسسات العريقة. كان من الممكن أن تباع بضعف ثمنها مرتين أو ثلاث مرات، وكانت ستظل تمثل صفقة رابحة أيضا."

وقال متحدث باسم الجامعة إن ذلك الاستثمار المالي لم يؤخذ باستخفاف، إذ إن المركز الرائد بالجامعة لدراسات بيكيت العالمية يرى أنها "تمثل فرصة عظيمة لاستعادة أحد أهم الأعمال الأدبية التي كانت مختفية لعقود، ومن ثم عرضها للجمهور."

وتجسد الرواية التي تدور أحداثها في لندن قصة الشخصية الرئيسية "مورفي" ورغبته في الانسحاب من الحياة.

وقال بيلينغ: "يحظى تصوير الحياة في مدينة لندن في عام 1935 بحيوية أكبر، لقد كتب ذلك بشكل رائع".

وأضاف: "تتضمن الرواية تفاصيل مثل المسار الذي كانت تسلكه الحافلة رقم 11 إلى منطقة والهام غرين، وتتضمن كذلك الأغنام في حدائق كنسينغتون الشهيرة".

ويسعى بيلينغ لكتابة محتويات الكراسات الست حرفيا، بما في ذلك علامات الترقيم، والفقرات المحذوفة.

وليست هذه مهمة سهلة إذ إن "بعض الصفحات يصعب جدا قراءة ما فيها، لأنها كتبت بقلم رصاص، وشطب عليها بالكامل بخط أزرق سميك لا يمكن لشيء أن يتبين معالمها."

وأضاف بيلينغ: "من المعروف أن خط بيكت غير واضح، وأصبح أكثر صعوبة في قراءته بسبب تقدمه في السن. وكان ذلك يعتمد اعتمادا كبيرا على طبيعة أوقات المساء التي كان بيكيت يمضيها، وعلى عدد زجاجات المشروبات الكحولية القريبة منه".

 

المصدر: بي بي سي