بين السيرقوني والسيكلما : حزام «الأمان»
مر السرفيس قرب كراج المنطقة الشمالية، يحملنا كلّنا، موظفي الساعة الثامنة، أصحاب رعب دفتر الدوام، أو بصمة الدخول، انطلقت أصوات الرصاص من داخل الكراج، دارت أعناقنا جميعاً بحركة لا إرادية تجاه مصدر الصوت، رفع بعضنا يديه حامياً فيها أذنيه، وكأن الأيدي تحمي من الرصاص
سقط طفل في الثامنة من عمره على الرصيف، تبعثرت كتبه بين السيارات المسرعة، داست الدواليب على الأقلام الطويلة والقصيرة، طارت شطيرته وحطت على المنصف، أسرع السرفيس حاولت ألا أنظر إلى الراكضين من رعب الرصاص، لكن عيني كانتا معلقتين بالجسم الصغير النازف، نظرات السؤال ما زالت على عينيه.
وقف السرفيس فجأة على الإشارة الضوئية خلف سيارة صغيرة، فقد كان السائق كمثل كل من معه شارداً مذهولاً، نظرنا جميعاً، كان الشرطي يكتب مخالفة، والسائق يصرخ دون جدوى، كتب الشرطي بكل هدوء، مخالفة ونقطتين في البطاقة، كانت مخالفة لعدم ارتداء حزام الأمان.