هؤلاء هم أولادنا

هؤلاء هم أولادنا

لطالما أتحفنا الإعلام بصورة منمقة وزاهية عن «الحريات الليبرالية» الغربية، ولكن ما يحدث في فلسطين يُظهر للعالم أجمع كذب وزيف ادعاءاتها ويفضح موقف مروجيها.

«أنا ماريا بنت إياد الحسن، أنا بحبو كتير وأنا قوية. الصهاينة مبسوطين كتير وفرحانين عشان قتلوا بابا، هاي بابا هو طلبها ونالها، بابا هلأ شهيد. مش خايفة منكو لانكم جبنا من غير سلاحاتكو، ورح نضل نحارب لحد ما نحرر أرضنا... لأنو هاي أرضنا». تعكس كلمات الطفلة الفلسطينية الصغيرة ماريا التي عرضتها في فيديو مصور إثر استشهاد والدها الزمن الفلسطيني الجديد، ومنطق المقاومة الذي يحكمه.   
ليس ثمة حدود لجنون المحتل الصهيوني في حرب الإبادة المتواصلة منذ عدة شهور، في المقابل ليس ثمة حدود لصمود الناس وصبرهم في غزة، وثقتهم بمقاومة تخرج من حيث لا يدري أحد، تقوم بإرباك العدو وداعميه وتُفشل مخططات قادته وترفع معنويات الكلّ الفلسطيني، والكل الإنساني المتعاطف معه.

وجدت أجوبتي

يفتح العالم اليوم عينيه على حقائق جرى إخفاؤها وتشويهها من قبل الصهاينة ومؤسسي كيانهم. حقائق مبنية على السرديات والأكاذيب المستندة على قاعدة «الكبار سيموتون والصغار سينسون»، جملة غولدا مائير الشهيرة. ولكن الأمور لم تجرِ كما يشتهون، فكلما مات جيل كبرت الأسئلة لدى الجيل الذي يليه، وكبر معها محاولات البحث الحثيث والجاد عن الأجوبة. ربما هذا ما حدا بالمثقف المشتبك الشهيد باسل الأعرج لأن يقول «وجدت أجوبتي»، إنها أجوبة واضحة معزّزة بممارسة فعلية إلى أن استشهد في اشتباك مؤكِّداً قناعاته، وقد ترك مقالات ومقولات عرفها كثيرون من أبناء جيله وتعلموا النضال على طريقته. تصقلهم التجربة وتستنهض الأحداث المتسارعة قدراتهم ويشحذ موت الأحباء والزمن ذاكرتهم، فيصححون أخطاء من سبقهم ويعيدون صياغة الكثير من الأفكار والمفاهيم النظرية، ويصوّبون الأخطاء حتى لا تتكرّر، مؤكّدين أنهم لم ولن ينسوا.

الزمن الفلسطيني

تكتب المقاومة والشعب الفلسطيني في غزة اليوم فصولاً جديدة من تاريخ مختلف، وتدفع وما تزال ثمناً باهظاً من الدماء والأرواح. ويعي كل فرد فيها حجم المسؤولية الملقاة عليه والنتائج المترتبة عنه، فحين يهاجم بطل من الأبطال هدفاً، قد يستشهد فيه أو يصاب أو يسجن، وقد يهدمون بيته... إلخ، ومع ذلك لا يتراجع أمام الهدف الذي وضعه مهما كلفه الثمن. وقد أحرجت بطولته واستبساله العالم كله، بعد أن كشف عن هشاشة العدو الصهيوني وضعفه والتي يحاول إخفاءها وتمويهها باستخدام أكثر وسائل الإبادة وحشية وجنوناً، في محاولة لدفع الشعب الفلسطيني إلى حافة اليأس. يعيش الكبار والصغار في غزة حالة استثنائية من واقع مرير فرضه الاحتلال، حرمهم فيه من أبسط مقومات الحياة ومع ذلك لم يحقق هدفه بكسر إرادة المقاومة وإخضاعها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1182
آخر تعديل على الإثنين, 08 تموز/يوليو 2024 18:32