كذبة لإخفاء الجريمة
إيمان الأحمد إيمان الأحمد

كذبة لإخفاء الجريمة

بعد شهر واحد تقريباً من طوفان الأقصى وتحديداً في السادس من تشرين الثاني الماضي، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، غزة بأنها باتت «مقبرة للأطفال»، ودعا إلى وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة. كان عدد الشهداء يومها قد وصل إلى 10 آلاف. لكن الكيان الصهيوني يرمي دوماً بعرض الحائط الشرعية الدولية.

يتابع الكيان الصهيوني ارتكاب المجازر، مجزرة بعد أخرى، فمنذ ثمانية أشهر، يموت الناس في غزة بأبشع الأساليب، فقد دُمّرت منازلها، ومستشفياتها ومدارسها. نزح سكانها نحو الجنوب، فقُتلوا في مخيّمات لجوئهم.
لم تجف دماء مجزرة «مستشفى المعمداني» بعد، وما زالت بشاعة قصف المستشفى وقتل الجرحى والأطباء ماثلة في العيون. في ليلة الأحد 26 أيار، قصف الاحتلال الصهيوني مخيّم تل السلطان للاجئين الفلسطينيين في رفح، ورمى أطناناً من القذائف الحارقة فوق رؤوس مدنيين عُزّل، طردوا من بيوتهم بسبب الحرب إلى مراكز اللجوء التي قيل بأنّها مناطق آمنة، فاستشهد 45 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، صباح يوم الإثنين انتشرت صور الموت المروعة، لم تصدق العيون بشاعة ما ارتكبه العدو وفظاعة ما جرى في الليلة السابقة، وتضاعف عدد المنشورات حول رفح، وتصدّر هاشتاغ AllEyesOnRafah# (كلّ العيون على رفح) المنصّات. لم تكن هذه الجريمة كسائر جرائم الاحتلال الأخرى، لكنها أصبحت تحدياً لضمير العالم، فمن بين الصور كانت المشاهد التي نشرها المصوّر معتز العزايزة لطفل مقطوع الرأس في رفح!.
ذكّرت الصورة الناس بالكذبة الصهيونية التي تلت أحداث 7 أكتوبر، وادعاءها «قطع رؤوس 40 رضيعاً في كيبوتس كفار عزة». والتي فكّكتها صحيفة «لو موند» الفرنسية، في مقال نُشر في 3 نيسان 2024، تحت عنوان «40 رضيعاً مقطوعو الرأس: تفكيك الشائعة في قلب المعركة الإعلامية بين إسرائيل وحماس». اعتبرت الصحيفة أنّه وسط كل الحملات الإعلامية منذ السابع من أكتوبر، انتشرت بشكلٍ استثنائي هذه الشائعة بالذات.
وأضافت الصحيفة أنّ المكتب الإعلامي لحكومة الاحتلال أكّد أنه «لم يكن هناك أبداً 40 رضيعاً مقطوعي الرأس، لا في كفار عزة ولا في أي كيبوتس آخر». مع ذلك، أضافت الصحيفة أنّ الشائعة لا تزال قائمة واستُغلّت من قبل الكيان.
أُدخلت الحماية القانونية للأطفال في القانون الإنساني الدولي، في اتفاقية جنيف عام 1949، بعد الحرب العالمية الثانية، المتعلقة بحماية الأشخاص المدنيين في زمن الحرب. لكن لا عين ترى ولا أذن تسمع!
إذا كانت العيون شاخصة نحو الإبادة الجماعية في رفح وغزّة وفي كل فلسطين فثمة هناك أصابع على زناد سلاح شاخص نحو العدوّ، يسطّر البطولات بالنار والدمّ، معبّداً الطريق نحو الانتصار.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1177