قصة شرقية جداً

وهذه القصة الأفغانية هي مثال عن قصة الشرق كله، وليست خاصة بالأفغان فقط، فالمطبوعات الكردية التي تعود إلى عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، كانت تسمي «السوفييت» بكلمة مشتقة من الكلمة العربية «شورى»، قبل أن تستبدل بكلمة «السوفييت» منذ الأربعينات. وذلك مثال على التأثير المشترك لثقافات الشرق، بعضها ببعض.
ولد تراث أفغانستان عبر تاريخ امتد إلى آلاف السنين من ثلاثة منابع، المنبع الأول المحلي، وهو ذات المنبع الذي جاءت منه الثقافات الفارسية والكردية والطاجيكية قبل انفصالها النسبي. وهذه الثقافات واللغات تعمل وفق مبدأ الاتصال والانفصال في وقت واحد. أي ليست منفصلة كلياً.
المنبع الثاني، منبع تأثيرات الحضارة الصينية القادمة من الشرق «شرق أفغانستان». أما المنبع الثالث، فهو تأثيرات الحضارة العربية الإسلامية القادمة من الغرب «غرب أفغانستان». وشكلت المنابع الثلاثة هوية التراث والثقافة الأفغانية تاريخياً منذ القدم. وهذا الموضوع أحد انعكاسات امتداد خط التجارة القديم من الصين شرقاً حتى العالم العربي غرباً. وأحد أوجه تبادل الخبرات الاقتصادية بين الشعوب.
يرى المفكر الشرقي المشاعي هادي العلوي أن أفغانستان قد شهدت نهوضين عبر تاريخها. النهوض الأول هو الدور الأفغاني في فترة الحضارة العربية الإسلامية. والنهوض الثاني في فترة ثورة نيسان التي قادها الشيوعيون «حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني» عام 1978.
وبحكم حتمية التاريخ، يمكننا الحديث اليوم عن نهوض ثالث في أفغانستان في المستقبل. في زمن صعود الحركات الشعبية في العالم وصعود الشرق عموماً.
توجهت مجلة دير شبيغل الألمانية، بسؤال للرئيس الأفغاني نجيب الله: هل يزعجكم أن تقوم طالبان بتشبيهكم بشخصية كجوزيف ستالين؟ فقال نجيب الله: فخور جداً أن يتم تشبيهي بالرفيق ستالين، كلانا مخلص لوطنه وخادم صادق للعمال والفقراء فيه. ونجيب الله هو من وقف شجاعاً حتى النهاية عام 1996.