فشل هوليود بالهيمنة على الذائقة الصينية
مايكل ماكفاري مايكل ماكفاري

فشل هوليود بالهيمنة على الذائقة الصينية

السينما كشكل فني هي لغة عالمية عابرة للحواجز الثقافية، لكنّ هوليود مصممة على محاولة إبهار الجمهور الصيني بقصص أمريكية لا تجذب الصينيين رغم حشر ممثلين ومخرجين من أصل صيني فيها.

بقلم: مايكل ماكفاري*

ترجمة وإعداد: قاسيون

 

فلم «الوداع» الأمريكي المحبوب، والذي يروي قصّة امرأة صينية-أمريكية تعود إلى موطن أجدادها لزيارة جدتها المريضة، والذي تخرجه الصينية-الأمريكية لولو وانغ، وتمثل فيه النجمة الصينية-الأمريكية الحائزة على جائزة الغولدن غلوب أوكوافينا، ويحوي الكثير من الحوارات بلغة الماندارين، خذل توقعات هوليود لما سيحققه في الصين.

لم يعجب الفلم الجمهور الصيني بدليل نتائجه المتردية في شباك التذاكر. وأغلب تعليقات المشاهدين ركزت على أنّ قصة الفلم غبية ولا تحترم العقل وليس فيه شيء يستحق اهتمامهم.

فلم آخر حقق أرقام مذهلة في أمريكا بينما أخفق بشكل كبير في الصين هو «الآسيويون الأثرياء المجانين» ذو طاقم الممثلين الصيني. الفلم رديء، وربّما حقق نجاحاً في هوليود لتمثيله التنوّع في هوليود، لكن بالنسبة للصينيين فجميع أفلامهم ذات طاقم صيني، ما يفقده قوته لديهم.

لطالما كان كسر شيفرة السوق الصينية مهمّة يتمنى جميع منتجي ستوديوهات هوليود القيام بها، لكن أن تكون منتجاً سينمائياً لا يعني بالضرورة أن تكون مفكراً لامعاً، ولهذا فأعظم خطّة يستطيعون المجيء بها هي التحوّل لقوّادي عريّ سينمائي. ولهذا فمحاولات جذب الجمهور الصيني لم يحكم عليها سوى بالفشل.

من المحاولات المثيرة قيام ديزني بوضع الممثلة الآسيوية-الأمريكية كيلي ماري تران في دور بطلة ثلاثية ستار وورز الحديثة. لكنّ تران فيتنامية الأصل، وهو ما يشبه محاولة التقرّب من الإنكليز عبر وضع ممثل إيطالي. كذلك كان من الطريف حقاً كيف صدّقت هوليود نفسها بأنها من الممكن أن تجذب الجمهور الصيني بإسناد أدوار تتطلب إتقان لغة الماندارين إلى ممثلين آسيويّين ولكنهم لا يتقنون هذه اللغة، وهذا ما حدث مع الممثلة أكوافينا، التي قال المشاهدون الصينيون إنّ كلامها بدا مُثيراً للسخرية بالنسبة لهم. علاوة على فإنّ بعض الممثلات مثل ماري تران الفيتنامية لم تطابق معايير الجمال الكلاسيكية الصينية، الأمر الذي جعل الصينيين لا يشعرون بأيّ دفء تجاهها. يمكن لمس ذلك من خلال تعليقات المشاهدين عن تران وعن أوكوافينا وعن الممثل سيمو ليو، إذْ إنهم ظهروا «بشعين جداً» من وجهة نظر الذائقة الصينية.

بعض المحاولات الجريئة الأخرى من جانب هوليود لاجتياح السوق الصينية كانت من خلال مقاربات أخرى، لكنّها أثبتت فشلها كذلك. فلم مولان 2020 المبني على قصّة شعبية صينية ويمثّل به طاقم صيني مذهل، أثبت بشكل قاطع بأنّ محاولات هوليود رواية قصّة صينية وإعادة بيعها للصينيين هي مجرّد نغمة صمّاء.

الصينيون – وهم الذين لديهم ثاني أكبر سوق سينمائي عالمي من حيث الواردات والذي تحظى فيه أفلام هوليود بشعبية كبرى – يريدون مشاهدة أفلام أمريكية من أمريكا، وهم قادرون بوضوح على تقبّل حقيقة أنّ البطل ليس من عرقهم.

من الأفلام التي حققت شعبية كبيرة في شباك التذاكر الأمريكي هو فلم «الطفيلي» الكوري الجنوبي. لم يحاول الفلم رواية قصّة أمريكية مع ممثلين أمريكيين في محاولة لإثارة إعجاب الجمهور الأمريكي. قام بسرد قصّة درامية كوريّة بشكل فني سمح له بوصل الناس من الثقافات المختلفة.

سيكون من الحكمة أن تعتمد هوليود هذا النهج، وذلك بشكل خاص لأنّ لديها الخبرة الكافية للهيمنة على شباك التذاكر العالمي.

 

بتصرّف عن: ‘Asian-American actors are ugly & your films make us look backward’: Hollywood sets movies in China, locals don’t want to watch

 

*مايكل ماكافري: كاتب وناقد ثقافي يعيش في لوس أنجلس. كاتب دائم في عدد من وسائل الإعلام، مثل كاونتربانش وغيره، ويعمل كمضيف للبرنامج الشعبي عن السينما «النظر لكاليفورنيا والشعور بمينيسوتا».

معلومات إضافية

العدد رقم:
000
آخر تعديل على السبت, 13 شباط/فبراير 2021 00:18