تحضير الأذهان للأوبئة العالمية!
لؤي محمد لؤي محمد

تحضير الأذهان للأوبئة العالمية!

خلال العقود الثلاثة الأخيرة، أنتجت المؤسسات السينمائية الغربية، مثل: هوليوود وغيرها، العديد من الأفلام السينمائية التي تتحدث عن تفشي الأوبئة حول العالم، حتى أن بعض الأفلام صورت الموضوع من زاوية وصول البشرية إلى حافة الانقراض.

تختلف تلك الأفلام عن بعضها بتفاصيل السيناريو، ولكن بينها قاسم مشترك غريب! فالبطل الذي ينقذ البشرية من الانقراض هو واحد من اثنين: منظمة الصحة العالمية، أو الولايات المتحدة الأمريكية!
يصور فيلم التفشي outbreak قصة تهريب قرد مصاب بفيروس يشبه الإيبولا من زائير إلى الولايات المتحدة. يطلق القرد في البرية من مختبرات الحيوانات وينتشر الوباء بطريقة ما، ليفرض الجيش الحجر الصحي وحالة الطوارئ في المنطقة. بينما يتحدث فيلم «أنا أسطورة» عن مدينة تتحول إلى مسوخ تأكل لحم البشر نتيجة انتشار وباء غريب قضى على 90% من سكان الأرض. أما فيلم «حرب الزومبي العالمية» فيتحدث عن تحول البشر إلى وحوش «الزومبي» بسبب أحد الأوبئة، وهنا أيضاً ألصق الوباء بالصين، وفرضت حالة الطوارئ في العالم، كما لم يخلُ الفيلم من الإشارات الصهيونية وإهانة الشعب الفلسطيني، وكيل المديح لمنظمة الصحة العالمية التي تتوصل إلى المصل المضاد بعد جهود بذلها أشخاص من الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني!
هناك عشرات الأفلام السينمائية المشابهة التي تتحدث عن تفشي وباء ما حول العالم لدرجة موت غالبية البشر، ثم ظهور البطل الأمريكي أو بطل منظمة الصحة العالمية، وفي جميع تلك الأفلام، تفرض الجيوش حالة الطوارئ في بلدانها.
طوال العقود الثلاثة الماضية، حضّرت هذه الأفلام أذهان البشر لفرضية انتشار وباء عالمي وفرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية، ونضيف إليها الأفلام السينمائية التي تحاكي نهاية البشرية من زوايا أخرى: غزو فضائي، بركان عالمي، زلزال عالمي، فيضان عالمي، غزو حيواني ... إلخ. وساهمت تلك الصور والمشاهد السينمائية في تغطية الخطر الحقيقي الذي يهدد البشرية في كل شيء: الرأسمالية وأدواتها الدولارية والحربية.
وعند ظهور وباء كورونا كانت الولايات المتحدة ومنظمة الصحة أشبه بالمنظومة المشلولة، بينما يشاهد العالم الانتصار الصيني على الوباء والمساعدات الكوبية للأوروبيين المحاصرين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
958