خذوا العبرة من الحكاية الطاجيكية
ضجت الصحافة العالمية بخبر صاعق الأسبوع الماضي، ولم يخفِ البعض رعبهم مما حدث في طاجيكستان عندما أنفق أئمة المساجد أموال التبرعات على ترميم تمثال لينين.
يبدو أن هذا الحدث لم يعجب الإنكليز وراديو الحرية الأمريكي، وكتب موقع قناة BBC: أنفق أئمة عدد من المساجد في طاجيكستان أموال تبرعات على إصلاح وترميم تمثال لينين، قائد الثورة البلشفية الذي فرض الإلحاد على بلدهم لقرابة 70 عاماً!
قرر أئمة مساجد مدينة شهرتوس، جنوبي طاجيكستان، إنفاق أموال التبرعات التي جمعوها في صلاة الجمعة على إعادة ترميم ووضع التمثال على منصته في وسط المدينة. كما تم إعادة طلاء التمثال باللون الذهبي اللامع، وتركيب ذراع جديدة بدل تلك التي سقطت من قبل.
وقال مهرنيسو راجبوفا، من مجلس مدينة شهرتوس، إن الأئمة هم أصحاب الفكرة ونفذوها من تلقاء أنفسهم، وأصلحوا التمثال ونظفوا المتنزة حوله بالكامل، كما أعادوا نافورة المياه للعمل مرة أخرى. وجمع كل مسجد في بالمدينة تبرعات أسبوعية تعادل 100 دولار.
يرجع تاريخ تمثال لينين في مدينة شهرتوس إلى عام 1980، حيث وضع بها إبان فترة الاتحاد السوفييتي. وبعد استقلال طاجكستان عام 1991 وانهيار الاتحاد السوفييتي، هدمت غالبية التماثيل الكبيرة لمؤسس الاتحاد السوفييتي، لكن كان ينظر إلى هذا التمثال على أنهُ يحمل قيمة تاريخية وتم الحفاظ عليه حتى عام 2016.
أثارت قصة التمثال اهتماماً كبيراً على شبكات التواصل الاجتماعي، وأشارت الكثير من التعليقات إلى صعوبة تصديقها واعتبرها البعض خدعة بل وكذبة أيضاً.
واتجه آخرون للمقارنة بين الوضع الحالي غير الجيد في البلاد، وبين الحياة فيها إبان الحقبة السوفييتية، وأثنوا على ما قام به الأئمة قائلين: لقد فعلوا الصواب. فلو لم يكن ما قام به لينين لكان كل سكان أسيا الوسطى جهلاء مثل الوضع في أفغانستان.
خذوا العبرة من الحكاية الطاجيكية أيها القراء، فالرواية الأمريكية النمطية عن معركة خلبية بين الإيمان والإلحاد في طاجيكستان قد انهارت على يد أئمة المساجد، الذين رمموا تمثال لينين بتبرعات صلاة الجمعة.