السينما والكرة
انتبهت السينما المصرية منذ بدايتها إلى عشق المشاهدين للأنشطة الرياضية بخاصة كرة القدم، لهذا فكر صُنّاع السينما في خطب ودّ هذا الجمهور العريض ومغازلته بتقديم نجومه على الشاشة الفضية. وكان «الرياضي» 1937 هو أول فيلم مصري تطرق إلى عالم الساحرة المستديرة وتأثيرها في الجماهير يليه فيلم «كابتن مصر» 1955.
ويشير الكاتب الصحافي حاتم جمال في كتابه الصادر عن دار الهلال تحت اسم «السينما والكرة... أسرار وحكايات» إلى أن السينما المصرية قدمت ما يصل إلى 46 فيلماً تناولت فيه الساحرة المستديرة على ثلاثة مستويات:
_ المستوى الأول: أعمال تناقش قضايا اجتماعية رياضية فيها إسقاط دائم على متغيرات المجتمع في شكل عام، وتتخذ من لعبة كرة القدم إطاراً لنقل الأفكار والرؤى حول هذه القضايا تتصدرها أفلام «الحَرّيف»_ «الدرجة الثالثة»_ و «واحد_ صفر»، فقد ناقشت تلك الأفلام مشاكل اجتماعية مهمة مغلفة بالجانب الكروي بعيداً عن الإسفاف، بل قدمت في شكل إبداعي على جميع المستويات بدءاً من التمثيل والإخراج وصولاً إلى التصوير والمونتاج. ومنها أفلام حصلت على جوائز في مهرجانات عدة.
_ المستوى الثاني: يغلب على هذه الأفلام الطابع الكوميدي الخفيف على رغم مناقشتها مشاكل كروية مهمة في الأندية، وبين اللاعبين والإدارة والجمهور نفسه بأسلوب مباشر يصل أحياناً إلى حد السطحية ويفتقر إلى العمق في البناء والتحليل منها أفلام («الرياضي»_ «رجل فقد عقله»_ «أونكل زيو حبيبي»_ «كابتن مصر»_ «غريب في بيتي»_ «ضربة جزاء»_ «بوشكاش»_ و «4_ 2_ 4») وغيرها من الأفلام التي اهتمت بكرة القدم ومشاكلها من دون وجود مستوى فني حقيقي.
_ المستوى الثالث: أفلام بعيدة كل البعد عن عالم كرة القدم لكن صنّاعها تعمدوا وضع مشاهد من كواليس الساحرة المستديرة لا تمت للسياق الدرامي بصلة منها: أفلام («العفاريت»_ «اللعب مع الكبار»_ «طيور الظلام»_ «الرهينة»_ «مرجان أحمد مرجان»_ «الجيل الرابع»_ «طير أنت»_ «الحرب العالمية الثالثة»).