محمد المطرود محمد المطرود

مهرجان القامشلي الشعري الأول

لعل من المفيد أن نتحدث عن المهرجان وجدانيا فنقول: إنه ثمرة طيبة أو إنه العراك الجميل الذي تلا الطموح وكلله ...منذ سنين يراودنا حبنا لتظاهرة حقيقية تليق بالقامشلي وتنصف مثقفيها للخروج بهم من دائرة الرتابة، والتعريف بهم قليلا.. وفي كل مرة كانت العراقيل "كما يحدث في أي مكان" وفي كل مرة كان ضعف الإمكانات .. لأننا لم نكن نرضى بتمويل أو وصاية تؤثر على سير المهرجان أو على اختياراتنا في الاحتفاء بالأسماء الفاعلة في المشهد الشعري السوري.

ووقتها كنا سنخضع مجبرين لا مخيرين لمقاييس يحددها أشخاص، أقل ما يقال فيهم أنهم لا يجيدون الاختيار..
نقول إننا وفقنا في اختياراتنا إلى حد كبير، استقطبنا عددا من الشعراء المميزين، ونقادا موهوبين، وجمهورا كبيرا تحمل الحر الشديد في الصالة (غير المكيفة) بسبب أمور الصيانة، وأخطأنافي أماكن أخرى من حيث إغفالنا أسماء أخرى، وهذا من غير قصد أو لضيق اليد أو لصعوبة التواصل والاتصال بهم ..
فنيا، جلدنا جمهورنا الحبيب واستغلينا حبه لنا بأن بقي يسمع من الشعراء، ويسمع من الناقد بمداخلته الطويلة، ثم سحبناه بحب أيضا ليعقب ويساهم في إغناء المداخلة النقدية، وكل ذلك في جو صعب. هذا كان داخل الصالة، أما الأيامالتي سبقت المهرجان بأيامه الثلاثة فتحولنا نحن الشعراء والنقاد (بعضا منا ) إلى عمال مركز ثقافي، صممنا البروشورات وطبعناها، وقمنا بإلصاقها أيضا، وتوزيعها..

 كدعوات، حظينا بترحيب المثقفين وغير المثقفين وحتى أصحاب المحلات التجارية تعاطفوا معنا ورحبوا بالفكرة، وألصقوا الملصقات على بللور محلاتهم، بل إن بعضهم أخذ منا بعضها ليوزعها على المحلات المجاورة ويوفر علينا جهدا ووقتا..
كان هذا التصرف العفوي زادنا إيمانا بنجاح عملنا، وكان على النقيض من ذلك أشباه المثقفين الذين أبدوا ترحيبا شديدا، بل وعرضوا المساعدة ماديا ومعنويا، فيما بعد وبعد الصدى الذي حظي به المهرجان قبل بدئه أخذ هؤلاء (المثقفون) بالتنصل من وعودهم، ورأوا أن عدم لمعان أسمائهم على البروشورات لن يمنحهم شرف النجاح، وأن ما سيأتي من الغنائم سيخص بعضهم دون سواه. منهم من عتب علينا، وبررنا له عدم دعوته وعدم المشاركة بأن المهرجان خصص لجيل التسعينات الشعري، ومنهم من تعدى ذلك بأن أرسل مريديه كي ينثروا رماد أحقاد معلميهم!! لكن قوة الحضور ومصداقية وقوة عملنا كانت حائلة ردت سهامهم.
في الختام انتهى المهرجان بأن أسس ونجح نجاحا باهرا، وإذا سميفي هذه المرة بمهرجان القامشلي الشعري الأول (جيل التسعينات الشعري)، فإنه في المرة القادمة سيفتح الباب على مصراعيه لكل الأصوات الموهوبة البعيدة عن الاستعراض (والفذلكة) ودون أخذ الجيل بعين الاعتبار..
لقد خرج الشعراء والنقاد والحضور ممتنين لهذه التظاهرة، فكل منهم وجد ضالته في الآخر، وهكذا تشكل الثالوث الجميل ومضى الضيوف إلى أماكنهم حاملين معهم عشرات الحكايا عن القامشلي وأهلها معبرين بصدق عن فرحتهم ودهشتهم بأصدقاء سيضيفون إلى أرواحهم تفاصيل أخرى..
وإذا أسسنا في هذه السنة،مجموعة صغيرة نرجو أن تتسع الدائرة لنشعر بألق عملنا أكثر ولنتقاسم النجاح ونتقاسم الأخطاء .

معلومات إضافية

العدد رقم:
280