كارل ماركس يبعث حياً !!

صدر في الولايات المتحدة، منذ فترة وجيزة كتاب «إمبراطورية» شارك في تأليفه أكاديمي سابق في الولايات المتحدة، اسمه «مايكل هارت» وعمره 41 عاماً، وأستاذه «أنطونيو نيفري» وهو من فلاسفة السبعينات اليساريين، وقد صار هذان المؤلفان الحكيمين والناقدين في آن واحد مرجعاً لحركة التظاهرات المناهضة للعولمة، التي بدأت في مدينة سياتل الأمريكية، وقد تخاطفت الأيدي هذا الكتاب واختفى بسرعة من الأسواق.

ولقد وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الكتاب على نحو احتفالي ومفخم جداً بأنه «لا أقل من إعادة كتابة للبيان الشيوعي وضعت لزمننا» كما أنه أول تركيب نظري جديد وكبير في الألفية الجديدة.

«إمبراطورية» هو تاريخ للفلسفة الإنسانية، للماركسية والحداثة، وتغطية تاريخية لرقعة واسعة تمتد من روما القديمة إلى أعمال الاحتجاج في لوس أنجلوس. ويصل الكتاب إلى الاستنتاج السياسي التالي: «نحن نوع خلاق ومستنير، تاريخنا هو تاريخ التقدم الإنساني باتجاه انتزاع السلطة من أولئك الذين يستغلونها» وبقول المؤلفين هذا الكلام فهما يستثيران سجالاً لا ضد انتفاضة سياتل، ضد منظمة التجارة العالمية، بل داخلها، وأعلن المؤلفان أن الاقتصاد المعولم يهيئ فرصة أكبر من أي وقت مضى لثورة إنسانية، لا بل لثورة شيوعية.

إن كتاب «إمبراطورية» ينجز، حسب رأي النقاد ثلاثة أشياء:

1ـ يتفحص الاقتصاد العالمي، أي

الإمبراطورية الرأسمالية ليجد أنه مثله مثل الإنترنت بلا مركز محدد إنه «اللا مكان»، أو بلغة «هارت» لم يعد قصر الشتاء موجوداً في إشارة إلى اقتحام البلاشفة للقصر الإمبراطوري الروسي عام 1917 وكان بداية اندلاع الثورة الاشتراكية وانتصارها على سدس الكرة الأرضية.

2 يعيد تعريف الطبقة العاملة أو البروليتاريا بوصفها مزيجاً جديداً من القوى الاجتماعية المعادية للعولمة، ومتعددة ومتنوعة وقادرة.

3 يدين المؤلفان ركود اليسار في العقدين الأخيرين ويقولان: إن الاقتصاد العولمي بعد الحداثة، ليس مطلق القوة والقدرة على الاستيعاب، بل يحتوي بذور فنائه، ويضيفان: إن المناخ السياسي لم يكن أكثر ملائمة مما هو عليه الآن لانتفاضة شيوعية وماركسية، إنما «أكبر من ماركس» ويرى الكتاب أن انحدار الإمبراطورية قد بدأ، وبدورها بدأت الثورة عملها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
156