رائد وحش رائد وحش

ربما! من دفتر اليوميات (2)

12/4/ 2009
كتبتُ: الحديقةُ..
تحوّلت الطاولة إلى فسحة للأراجيح وأحواض الزرعيّة والأشجار.. إلى متعبين يلتقطون الأنفاس على المقاعد الخشبية.. وطلبة هاربين من المدراس..

كتبتُ: مقهى..
تقاطر الضجرون ليشربوا شاياً بالمجان.. لعبتُ الشطرنج مع شبحي.. خسرتُ.. وأخذتُ دور النادل..

كتبتُ: عائلة..
وفوراً كان ثمّة بيتُ ضاجّ بالضحكات التي تتصادى في أرجائه.. فوراً كان ثمة أب وأم.. فوراً كان ثمة أطفال يركضون ويلعبون..
كتبت أشياء كثيرة جداً، وكلها كانت تتراءى أمامي حقيقيّةً، لكنّ الورقة، بنت الكلب، في النهاية ظلت مسودّة.. مجرد مسودة..

15/4 / 2009
أهذي بشموع سوداء، لهبها أسود، وهالاتها من سواد، وإذا أُشعلت يصير النهار ليلا ًً..
 
20/4 / 2009
كلما أحب امرأة زرع شجرة وسمّاها على اسمها، حتى صار لديه بستان كامل، لا تعرف أهو أشجار أم نساء!
في ركن من بستانه أربع شجرات سرو، تتدرّج في الطول والعمر. تسأله: «ومن أولاء؟» يجيب: «أم وبنت وعمة وخالة، التم شملهن في قلبي». «ولماذا جعلتهن سرواً؟» تسأل. «لأنه مثلهن دائم الخضرة)» يجيب.
 
29/4 / 2009
يتسرب برد بطيءٌ إلى العظام. بردٌ خازوقٌ، ومع سرعة انكماش الأعضاء، يتحوّل الجسد همهمةً تتكوم على نفسها.
طعنة منجلٍ في الخاصرة، يسيل منها دم على طول الطريق، أو رصاصةٌ في الصّدغ، تفرط حبل الدماغ.
في الحقيقة لا شيء يحصل، لا هذا ولا ذاك، إنما بمجرد اعتقاد الشخص أنّ شيئاً منها سيحصل، هو بالضبط، ما يفجّر هذا الهذيان.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
405