فنجان قهوة أعطني صالات عرض!!...
عندما سئل قيصر الكرة الألمانية بيكنباور عن مستقبل الكرة السورية، ابتسم ثم قال شاهدت الملاعب عندكم وللأسف فإن هذه الملاعب السيئة لا تصلح للعب أو حتى للتدريب، إذا ذهبتم يوماً ما إلى ألمانيا ستشاهدون كيف تطورت كرة القدم لدينا.
ولأن المسألة الحضارية حالة تكاملية ولا تنفصل في تطورها في أي مجال من المجالات، فإنني أرى أن الحديث عن تطور (صناعة) السينما من باب واقع (صناعة) كرة القدم يبدو أكثر واقعية من المقالات النقدية التي تبدأ باستعراض ما أنتجته هوليود، وما أنتجته المؤسسة العامة للسينما، وحديث البعض عن المسافات الضوئية التي تفصل ما بين كلفة الإنتاج وضخامته في بلاد العم سام، وعن كلفة الفيلم السوري، فالمسألة ليست في عدد الأفلام، أو نوعيتها، أو نجومية مخرجيها، أو أبطالها، ومن المؤكد أنها لا تقاس بعدد المهرجانات التي أقيمت في دمشق حتى الآن أو حتى بعدد الجوائز التي حصدها الفيلم السوري في هذا المهرجان أو ذاك.
فملعب السينما هو صالاتها، ومجالها الحيوي هو جمهورها. ولا أقصد بالطبع جمهور المهرجانات الموسمي، والآن وبعد أن تفرق عشاق مهرجان دمشق السينمائي الثاني عشر، سوف تدبج عشرات المقالات التي تتحدث عن مدى نجاح المهرجان والإدارة والمدير، كما هي عادتنا في البحث عن بطل، وسننسى أن النجاح لا يقاس بالضجيج الإعلامي. بل بما تحققه السينما من تواصل مع الجمهور.
أما الإجابة على الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا دائماً . لماذا لا يفكر أحدنا باصطحاب أولاده وزوجته لمشاهدة فيلم في إحدى صالاتنا السينمائية؟؟؟
لماذا أصبحت الصالات مثل مناطق عش الورور المهملة ؟؟!!
إنها باختصار مسألة الملعب والصالة، وأسس الصناعة الثقافية، الرياضية، بكل أبعادها الروحية وال.....؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 163