دردشات... ماحك جلدك مثل ظفرك

قال أحد العمال لزملائه، مفتتحاً باب النقاش:

● وزارة الصناعة قررت إيقاف معمل سكر الغاب.

● إنها كارثة على 700 عائلة عمالية، وعلى آلاف العائلات الفلاحية المنتجة للشوندر.

● الأنكى هو منح مكتب الاستثمار، ترخيصين خاصين لتكرير السكر.

● إنها مفارقة أليمة. تقوية القطاع الخاص على حساب القطاع العام.

● الكارثة الأكبر، هي في تتويج جميع الخطوات السابقة الصادرة لصالح اقتصاد السوق، بطرح شركات القطاع العام، للاستثمار أو الشراكة من القطاع الخاص.

● إنها بداية الخصخصة، تحت مسميات وأعذار مختلفة.

● بل إنه انحراف نحو اليمين في السياسة الاقتصادية، باتجاه اقتصاد السوق.

● علماً بأن أغلب المشاريع الموصوفة بالخاسرة، هي خاسرة عن سابق قصد وتصميم. ولاأحد حاسب ناهبيها من أثرياء الغفلة. كلنا في الهم شرق.

● يا للعجب!! حتى قبل عقدين كانت البرجوازية الطفيلية، تتمسح على أعتاب البرجوازية البيروقراطية، للحصول على مجالات استثمار. فهل تنمرت إلى هذا الحد؟

● لاشيء يجري دون موافقة البرجوازية البيروقراطية. والعلاقة بينهما كانت صراعاً ومساومة على الحصص.

● كل الخطر يكمن في وصول البرجوازية الطفيلية إلى سدة القرار، لأنها ستقود البلاد في طريق الرضوخ للمخطط الأمريكي في المنطقة.

● من المؤلم أن هذه الخطوات الخطيرة تحري تحت سمع جميع أحزاب الجبهة الوطنية التقدميةوبصرها، ممثليها في الوزارة ومجلس الشعب، ذي الأغلبية ـ كما يقال ـ من ممثلي العمال والفلاحين.

● يا لوهم التسميات والتصنيفات، مع أن جميعها تستظل براية التقدم والاشتراكية.

● إن كل حزب، أو نقابة أو منظمة شعبية، يرتع قادتها في نعيم مناصب ومكاسب السلطة، يبتعدون عن قاعدته الجماهيرية.

● ولكنهم يكتبون وينتقدون ويعارضون.

● إنها جعجعة ... كأني بالبعض يقول لهم: قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل ما نشاء.

● وهل بخصخصة القطاع العام، ورمي مئات ألوف العمال إلى شوارع البطالة وتحرير الأسعار من الرقابة، وتمكين البرجوازية الطفيلية من السيطرة على اقتصاد البلد، للتحكم بالأسواق والأسعار، على حساب لقمة الشعب، هل بهذه الإجراءات يتحقق التحديث والتطوير والتقدم الاجتماعي وتقوية جبهتنا الداخلية، في وجه التهديدات الأمريكية ـ الصهيونية، بالغزو المرتقب؟! أم أنه رضوخ لسائر ضغوطات قوى اقتصاد السوق الداخلية والخارجية؟!

● إن القوى الحريصة على كرامة الوطن والمواطن، مدعوة للتصدي لهذا الخطر الداهم، والعمل لاجتثاث جذور النهب البرجوازي والطفيلي.. والطبقة العاملة المستهدفة أكثر من غيرها، هي في طليعة من لهم مصلحة في رد هذا الخطر، لقد بدأت تتململ وتتحرك.. وماحك جلدك مثل ظفرك.

 

■ عبدي يوسف عابد

معلومات إضافية

العدد رقم:
230