ماذا تقول يا صاحبي.. موضوع التعبير
● بودي لو تشاركني العودة بالذاكرة إلى بعض ذكريات عهد الشباب وسنوات مدرسة التجهيز بدمشق.
●● أما زلت تذكر سنوات تلك المدرسة العتيدة؟
● ومن ينسى حرارة تلك الحقبة الرائعة ومدها الصاعد منذ أوائل خمسينات القرن الماضي. حين كنا طلاباً نحتشد صفوفاً متتابعة في باحة المدرسة، ثم ننطلق بمظاهراتنا إلى شوارع المدينة نهتف للوطن الحر المستقل، ونندد بالديكتاتورية والاستعمار وأعوانه فترتعش شوارع دمشق بتلك الروح الوطنية الدافقة.
●● ولكن ماالذي دعاك إلى استذكار ذلك الشريط القديم؟!
● مادعاني هو موضوع تعبير قرأته في دفتر أحد طلاب الحلقة الثانية من التعليم «الأساسي».. وبالتحديد صيغة الواجب المطلوب:
أمضيت مع أسرتك أسبوعاً في أحد المصايف اكتب موضوعاً تصف فيه ذلك بمالا يتجاوز عشرة أسطر.
●● إنه موضوع عادي.. فما الغريب في الأمر؟
● الغريب هو ذلك البون الشاسع بين الموضوع والواقع.. وهذا ماأعادني إلى تذكر أيام الدراسة واستعادة وجوه المدرسين الذين غرسوا في عقولنا ونفوسنا حب الشعب والبلاد.. وأنا الآن أستحضر بعض ملامح تلك الحقبة التي كان فرسانها أولئك الذين أضاؤوا شموع المعرفة وحثوا خطانا على درب النضال الوطني.. ومابرحت وجوههم ودروسهم ملء العين والسمع والقلب، وبخاصة مدرس اللغة العربية بصوته القوي وبنبرته الجريئة وهو «يعطينا» درس التعبير، حيث يستفيض متحمساً بالشرح والإيضاح ثم يكثف الموضوع ضمن عناصر محددة ليكون واجبنا المدرسي للحصة التالية في الأسبوع القادم وفق تلك العناصر...
●● إذن فأنت تريد أن يكون الموضوع وطنياً؟
● وهل أهم وأجل وأجدر من موضوع الوطن، ونحن نجابه العدوان والخطر الداهم؟
●● هو كما تقول تماماً.. فما عنوان الموضوع ـ برأيك ـ وماعناصره.؟!
● العنوان هو «الدفاع عن الوطن قمة القمم» وأهم عناصر الموضوع:
■ كيف نتصدى للعدوان؟
■ مؤامرة أمريكية جديدة.
■ الديمقراطية للمجتمع .... لماذا؟
■ الوحدة الوطنية تحضيراً للمجابهة القادمة.
■ النهب والفساد وجهان لعملة واحدة.
■ المطلوب إصلاح جذري شامل.
■ كيف نقيد الليبرالية المنفلتة؟
■ سياسة الإصلاح إلى أين؟
■ العقوبات الأمريكية.. ماهي الخطوات التالية؟
■ العامل الخارجي بين رؤيتين
■ أين الأحزاب السياسية مما يجري؟
■ لاعذر لمتخاذل عندما تكون المقاومة في خطر.
■ واكتمل المشهد العراقي.
■ ضغوط... استعصاء.. وماذا بعد؟
■ هل بدأ بيع اقتصادنا في المزاد العلني؟
■ من العقوبات إلى الترتيبات.
■ الغزاة الجدد قادمون.. أين المتاريس؟
■ قرار مجلس الأمن عدوان جديد.
هذه أهم عناصر الموضوع... وعلينا ترتيبها بحسب الأهمية.. مع ملاحظة أن لارهان إلا على الشعب، ليكون الموضوع معبرا ًعن الواقع والطموح.
●● ومن أين أتيت بهذه العناصر؟
● إنها بعض من عناوين افتتاحيات صحيفة «قاسيون».. فماذا تقول يا صاحبي؟!!
■ محمد علي طه
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 230