دردشات.. اللي فينا مكفينا

رغم تحملها شظف العيش، وشد حزام التقشف على البطون، وقناعتها بمقولة (مد رجليك على قد لحافك) كانت إذا اصطدمت رغبتها بجدران الحرمان من تلبية حاجات بسيطة وضرورية للبيت أو الأولاد، (تفش خلقها في زوجها):

• بس يارجال.. هاي موعيشة بشر أبداً.

•• شو بدي أعمل يامرة... في عندي غير راتبي التقاعدي؟

• دوّر على شغل (اطحش، هون هو فيك، الشغل مو عيب).

يرد عليها:

•• شباب بيهدوا الحيط، شهادات وبلا شهادات، يفتشوا على الشغل بالفتيلة والسراج مابيلاقوه.. مين راح يشغل خيتار مثلي؟

زفرت زفرة أخرى وقالت:

• وين أيام العز لما كان راتبك، راتب معلم ابتدائي يكفي ويوفي، ويزيد وكانت الليرة السورية تحكي وتفعل.

•• وليش ماتقولي من توفيرات هذاك الراتب صرنا أصحاب بيت ملك!!

• صار حالنا مثل بول الجمال... دايماً لورى.

•• بول الجمال حاله ثابتة، صار فينا مثل ما قال ابن ميسرة: رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه.

• صحيح، كل سنة أسوأ وأصعب من اللي قبلها.

•• هيك صار حال البلد.. الأغنياء ازداد غناهم، والفقراء ازداد فقرهم.

• ومين السبب مع إنو القرداحي قال في برنامج المليون، سورية أغنى بلد عربي؟.

•• الحرامية الكبار سلبوا ونهبوا خزينة الدولة والقطاع العام، وماتركوا للشعب غير (قوت لاتموت).

• وين راحوا بها الأموال؟.

•• هربوها لبره، وحرموا شعبنا ووطنا منها، لأنهن خايفين عليها، وفي الوقت نفسوا يطلبوا من استثمارية عرب وأجانب، تايبنوا مشاريع عندنا.

• يعني مافي أمل في تحسين أحوال الشعب والبلد؟!

•• بصيص أمل، إذا حرروا مسيرة الإصلاح الاقتصادي والإداري من جمودها ومن مشيتها السلحفاتية، وحاسبوا المختلسين وبدلوهم، وهذا يحتاج لعمر....(عيش يا....(.

قاطعته:

• في مثل أجنبي بيقول: عمرو أعوج ماقوم أعوج.

ثم استَتْلت:

• تعرف يارجال لو شغلوا هالأموال في البلد، لكان ازدهر الاقتصاد، وخفت البطالة وارتفع مستوى المعيشة، أنا صرت أشك بوطنية اللي هربوا ثرواتهم.. هاي مثل الخيانة الوطنية.

•• لا.. هذا تخريب اقتصادي حتى يبلعوا القطاع العام.

ثم انتبه إلى نفسه وتطلع حوله بحذر ووجل وقال صارخاً:

•• استرينا يامرة، بلا طولة لسان واتهامات عالطالع والنازل، بدك تخربي بيتنا. لهون وبس، اللي فينا مكفينا.

 

■ عبدي يوسف عابد

معلومات إضافية

العدد رقم:
228