عمرو سواح عمرو سواح

إحراق الأوراق الثقافية أين ذهب الفدائيون ؟؟؟

أنا سعيد جداً لأنني ممن يتذكرون هذه العبارة فدائي، فداء للوطن، فداء للأرض، فداء للإنسان ..الإنسان. أنا سعيد لأنني مازلت أذكر فداء العصفور الصغير الذي أخذت له الغربان شجرته ووطنه ورحل، أذكر فداء الطفل الصغير الذي يسأل أمه كل صباح متى سنعود، أذكر عشرات الأطفال الذين سماهم ذووهم فداء، أذكر قصص غسان كنفاني، ورسومات ناجي العلي تحكي عن فدائيين وشهداء، أذكر أغان من تلك الأيام.

 كل تلك قصص تركن بهدوء على رف في مكتبتي مع مجموعة كبيرة من الكتيبات وقصص الأطفال التي تحكي عن فدائيين يدافعون عن وطنهم، وعن أبطال يذهبون كل يوم فداءً للوطن.
كم هي جميلة عبارة شهيد، واستشهادي، بنفس جمال كلمة فدائي، لكنني عندما أتذكر الزمن الذي ذهبت فيه كلمة فدائي من قاموس نشراتنا الإخبارية لا أستطيع إلاّ أن أتذكر الفدائيين، وأغاني مرحلة ذهبت. ففي ذلك الوقت بعد عبارة العدو الغاشم، جاءت عبارة العدو الإسرائيلي، وجاءت بعدها عبارات، العدو، تلتها إسرائيل مجردةً هكذا إسرائيل فقط (حاف)، من بعدها أصبحنا نألف كلمات مؤذية للسمع كما هي مؤذية للبصر، الحكومة الإسرائيلية، أو ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ولم نعد نسمع في المحطات العربية عبارة العدو الغاشم المحتل.
اليوم عادت عبارة العدو الصهيوني، العدو الإسرائيلي، المحتل، المغتصب، لا بل ودخلت كلمات جديدة إلى قاموسنا اليومي، المجرم، الإرهابي، وغيرها الكثير من الكلمات والاصطلاحات التي نسمعها وسنسمعها كل يوم لكن الفدائي ذهب ولم يعد، سقط الفدائي شهيداً؟.
أطفال اليوم لن يذكروا فداء العصفور الصغير الذي لا يزال الغربان يحتلون شجرته الجميلة في يافا لقد سقط فداء شهيداً في يافا، هل تذكر هذه الأيام يافا؟؟!!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
167