ماذا تقول يا صاحبي؟ «الملحمة....…. ونقيضها»
• عديدة هي المشكلات التي تعترض حياة المواطنين وتقض مضاجعهم، وكثيرة هي الأسئلة التي ترددها الألسن والأفواه.. ومتباينة تلك المنغصات التي تشغل القلب والعقل.. والمحصلة هي تفشي واستشراء داء عضال هو الفساد.. هذا الوباء الذي اندفع يعيث شراً وبلاء في أغلب المواضع المفصلية في المجتمع.
•• في هذا لايختلف معك عاقل.. فالفساد كما تقول انتشر وينتشر على أيدي المفسدين حتى غدا ظاهرة تكاد تكون ـ ورغم غرابة الحال ومرارة الواقع ـ شبه عادية.. والشواهد في أكثر دوائر الدولة والمرافق والخدمات يحضنها وينميها غياب مستهجن وتجاهل صارخ للمساءلة والحساب والإصلاح.
• ولماذا لاتقول: غياب متعمد وتجاهل مقصود عن سابق تصور وإصرار وهل يصدق مواطن عاقل أن مايجري ويحدث هو أمر شاذ أو مدان من أولي المسؤولية والأمر.. إنه داء أصاب خلايا المجتمع الأساسية وتغلغل مدنساً حتى أقدسها في ميادين العدل والقضاء والتربية والتعليم والأخلاق والقيم، ولاجدال أن هذا الوباء لن ينتج إلا الضعف والهوان والخراب وهو سلاح المفسدين الفاسدين للقضاء على كل ماهو جميل وخيّر ومشرف وحق في وطننا.
•• وما العمل لدرء هذا الطاعون.. ووقف هذا الوباء الذي امتدت وتمتد أطرافه منذرة بأفدح النتائج والعواقب؟!!
• هذا مايجب التصدي الحازم له وبكل مايملك تراث وطننا من تاريخ نضالي وتضحيات ودماء شهداء، وبكل مايملك الوطن من طاقات وإمكانات غيبّها القمع والقهر لتخلو الساحة للحيتان الوالغين في جهد الناس ودمهم.. للطفيليين الذين يكدسون ماينهبون في بنوك الخارج.
•• نعم والعجيب أنهم يتصدرون ساحات الادعاء والتضليل والنفاق والمزاودة يغير حياء أو خجل أو خوف داعين إلى ترك الشعب أعزل في وجه الانفتاح وقوننة النهب.
• وهم ـ وبكلمة أدق ـ النقيض البشع للوجه المشرف المشرق لأحرار الوطن وبناته الأحرار.. ولنا اليوم ونحن أعتاب ذكرى ملحمة ميسلون الخالدة أفضل وأصدق شاهد على مانقول.. إنهم سدنة عربة العولمة المتوحشة ونتاج أزلام عربة غورو.
•• صدقت… فإن معركة ميسلون هي النموذج البطولي الحي الكفيل بحفز الهمم للتصدي لكل أعداء الوطن.. ألم تقف كوكبة من أحرار سورية لمجابهة جبروت الاستعمار الفرنسي الزاحف في ميسلون… حاربت واستشهدت… وانتصرت لأنها أبقت قضية الحرية والكرامة والشرف والعدالة والوطنية حية في وجدان شعبنا الباسل.
• أجل…إن تلك الملحمة والسائرين على هديها هم النقيض للفساد والمفسدين والفاسدين… وفقط على الوطنيين الرهان.. ولارهان على غيرهم.. وكما قال الشاعر:
ياشفاه الشعر ذوبي… في أساطير الشعوب
واسأليهم … ثم عودي خبرينا:
من ترى يقوى على لجم الرياح
إن طغى الإعصار مجنوناً بساح
إن طوى الآفاق مرهوب الجناح
من يصوغ النصر عقداً من جراح
للملايين الفقيرة…. للملايين الغفيرة؟!
فماذا تقول يا صاحبي؟!!
٭ محمد علي طه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.