أوراق خريفية.. «دردشة بين مسؤولين»

تنحنح الضيف بعد أن انتهى من رشف قهوته، شاكراً حسن الضيافة وقال لصديقه المسؤول مبتسماً :

• أيه حبيب! إلكْ والََلا للدَيب؟!!

•• خسا الديب يا رجل! تفضل شو الموضوع ؟

• أولاً: مبروك عليك المنصب الجديد. الحقيقة أنه جاء مفصلاً عليك تمامًا .الله يديمو !يا أخي فعلاً حققت الحكومة الهدف المرجو: «الرجل المناسب في المكان المناسب».

•• شكرًا.. شكرًا أخجلتم تواضعنا يا رجل!

• إنها الحقيقة يا حبيب! المهم خلّينا هلّق بموضوع كيف يمكننا مساعدة صديقنا العزيز (أبو يعرب).. اللّي حكيتلّك عنّه البارحة..(مستبقًا رده سلفاً): لا تقلْ لي أنَ مشكلته عويصة! كلنا يعرف أنك تشيل الزير من البير. صحيح أن الرجل استفاد؛ ولكن كغيره من المدراء.. شو ما شافو غيـــــــــره يعني؟!...

••  ولكْ يا حبيب! صحيح أنني وزير مكافحة الفساد، ولكن لم تسخن الكرسي التي جلست عليها بعد!.. طوَّل بالك شْوي.. اتركْ لي فرصة لدراسة الملفات التي لاتُعدَ ولا تحصى !

• نحن بأمرك سيدْنا ! سنطوي هذا الموضوع جانبًا الآن. ولكن قّلي (غامزًا بإحدى عينيه) : كيف دبّرتها؟! آه..كيف!.. الحقيقة كانت مفاجأة لنا جميعًا. سيما وأنك - لاتؤاخذني بهذه الكلمة - لم يكن مرضيًا عنك جيدًا فأنت أيضًا كنت بفترة سابقة موضع شبهات.. ولكن للأمانة كلها مغرضة ..

•• (مقاطعًا) : سِيدي.. الحكي كتير .. لكن صدقني إنني لم أتوسَّط أحد. فقد جاء هذا المنصب.. هكذا.. حظ !

• ولكْ الله جعْله ألف مبروك.. ولكن أنت تعرف ألسنة المغرضين علاّكي الحكي.. سيذكرون بأحاديثهم العبارة التي تعلموها في يوم من الأيام ولم يملَوا بعد من تكرارها ويبدو أنهم لن ينسوها أقصد تلك العبارة المقيتة (من أين لك هذا) ؟

•• (مقاطعًا بنزق) : أخي ايدهم ما تطول.. بدْهم الفيلا ؟ منعطيهم إياها ..بدْهم المزرعة ؟ منعطيهم إياها .. بدْهم حصتي السهمية من معمل البسكويت ؟ منعطيهم إياها.. ماذا يريدون أكثر؟ إذا ولا بدَّ حصل ذلك، وهذا مستبعد تمامًا. سوف أشمَّع الخيط وأهاجر إلى أوروبا... فلديَّ من الأموال هناك ما يكفي أحفاد أحفادي...

• اللهم زدْ وباركْ.. صدقني لن يجدوا أفضل منك؛ أنت شبعان وفهمان وابن ناس ومن عائلة معروفة.. شو بدْهم أحسن من هيك .. المهم لا تنسالي (أبويعرب) يخّليلي عينك..

•• ولا يهمّك يا رجل..! الآن جاء دوري (مبتسمًا مقلدًا جليسه بغمزة العين) قل لي: بماذا وعدك أبو يعرب؟ آه، بماذا ؟! ... لا تقلْ لي أنك تساعده هكذا لوجه الله... الحارة ضيقة ومنعْرف بعضنا جيدًا..

• عليَّ الحرام مجرد فعل خير.. هو صديقي يا رجل ..!

•• أي اطلعْ من هذه الأبواب اطلع.. هات لشوف شو واعدك ..!

• يلعن.. يعني هلَق صرت بتدقَّق ولكْ أبو سومر! لا تخّلَيني بّلَش فيك ..!كمان الحارة ضيقة ومنعرف بعضنا جيدًا جدًا..

•• عمْنمْزح يا رجل! قل لي: أين تريد أن نتعشى هذا المساء.. ما رأيك بفندق المجرّة! فهو سبع نجوم كما تعلم. وبرنامج العشاء حافل بالمسرّات.. أما زلت تحبّ رؤوس العصافير كأفضل وجبة طعام ؟!

 • مللت منها.. ثم أن معدتي لم تعد تساعدني... أكلتي المفضلة هذه الأيام الكافيار إلى جانب كبد النعامة ..

•• (مبتسمًا مازحًا): الله يلعن الضيعة اللي طْلعت منها... نسيت يا عرص !زوادة التين اليابس مع خبز الشعير..؟!!

• أي نسيت حضرتك السير حافيًا بزواريب الحارة يا أبو مخطة !

(يقهقهان بصوت واحد ويكادان يسقطان أرضًا من شدة الضحك. يمد أحدهما كفه،فيصفق عليها الآخر. وتصبحان قبضة واحدة ..)

٭ ضيا اسكندر - اللاذقية

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2016 21:34