فيف ليكولوني (عاشت المستعمرات)

كنا طلاباً في الإعدادي حين تم إعلان نهاية الحرب العالمية الكائنة في 9 أيار ـ 1945، وخرجنا لنحتفل بعيد النصر، كان النصر على الفاشية نصراً لنا أيضاً أو لم تضعنا الفاشية نحن العرب في أسفل قائمة تصنيفها العنصري قبل الملونين والقردة؟!!

أولم ترفض الفاشية إعطاء أي وعد مكتوب لأولئك «الزعماء» الذين راهنوا على انتصار الفاشية في بداية الحرب، وقد ظنوا أنها ستنتصر فوضعوا أنفسهم في خدمتها بدون مقابل ظانين أن كره شعبنا للمحتل يبرر لهم استبدال «سيد» خطر وقبيح ومكروه «بسيد» آخر أشد خطراً وقبحاً، تماماً كما فعل البعض في العراق.. عراق الشعب البطل الصابر المكافح بكافة أعراقه ودياناته ومذاهبه.. فوجئنا حين رأينا عند جسر فكتوريا ـ بنك سورية ولبنان بعربات ركوب كالتي  كانت تستخدم آنذاك يركبها أناس يرفعون أعلاماً فرنسية ويهتفون عاشت فرنسا عاشت سورية عاشت المستعمرات (فيف لافرانس فيف لاسيري فيف ليكولوني) لو كانوا يهتفون لفرنسا وحدها لقبلنا ذلك ففرنسا كانت قبلنا مستعمرة استعمرها هتلر بمساعدة من أبرز «زعمائها» الذين خافوا من شعوبهم أكثر من خوفهم من مستعمري بلدهم....عاشت سورية، عاشت المستعمرات.. كان أولئك يريدون أن تعيش سورية ولكن.. تحت نعال المستعمرين وسيكون هناك دائماًَ أناس مستعدون لخدمة الأجنبي وطبقات من ذي المصالح الطبقية مستعدون لتضليل شعوبهم لقاء مصالحهم الأنانية والذاتية... أما نحن فقد اندفعنا نهتف بإصرار وحتى ساحة الشهداء عاشت الحرية عاش الوطن.

 

■ زهير