الفصيح «الديك» زعلان!!
«الديك»، رفض رفضاً قاطعا التوقيع باسمه، لأنه من الوارد، لا سمح الله، أن يحمل من اسم «الديكتاتور» النصف الأول منه، ولأنه ان لم يفعل ذلك ويحمل فانه ينتمي إلى كائن كان طائرا فصار زاحفا لأنه لم يستخدم أجنحته للطيران واكتفى، فيما اكتفى، بوهم صياح الصبح باعتباره جرس الصباح الذي يوقظ النائمين والنائمات..
وطرنا فرحا بعد أن عرفنا منه (ونعني الديك) انه في أساسه طائر، والطيران كما الحرية حلم البني آدم الذي تساقط منذ ظهور الملكية الخاصة ومؤسساتها ومفرداتها وتلاوينها وأبطالها وأعلامها وحماتها بدءا من الصواريخ العابرة للقارات وصولا إلى برنامج من سيربح المليون الذي جمع على مائدته الملايين من المشاهدين بعد أن باتت النشرات الإخبارية تعيد أخبار الانتفاضة الفلسطينية باعتبارها الخبر الرابع في نشرات الأخبار بعد محاكمات سيلوفودان ميلوسيفيتش والاقتراب من محاكمات إيلي حبيقة، والنكتة المدوية التي أطلقت من بلجيكا باعتبار آرييل شارون مجرم حرب سيقف وقد طأطأ رأسه وأكتافه أمام القضاة الذين سيحاكمونه غيابيا على جرائم صبرا وشاتيلا، فصارت الانتفاضة غائبة وبتنا ككل الذين كانوا طيورا وصاروا زواحف بانتظار ما ستحمله المحاكم البلجيكية التي ستعيد الحق لأصحابه فيما رشقات المدافع ما تزال تنهمر فوق أفواهنا وفيما الأمم، وتحديدا العربية منها، ومنذ صباحاتها المبكرة إلى «الكاريزما الشاهقة« لجورج قرداحي الذي يبتسم حيث لا يبتسم ويكشر حيث لا يكشر وفيما الريالات تتساقط فوق أحلامنا التي لا ريال فيها سوى ريال الأفواه الجائعة بعد انحسار فرص العمل واتساع فرص العمالة، وانغلاق النفط في وجه الأرض التي تنتجه، وانفتاح فرص القحط في وجوه الناس الذين بحاجته، وفيما الحروب تقرع أبوابنا من المحيط إلى الخليج ومن البوليساريو حتى اليمن السعيد، وفيما باتت الشجرة إعجازاً لغويا، أما الماء فهو الإعجاز الطبيعي، فالعدو من ورائك والعدو من أمامك والعدو من بين أكتافك، وليس لك إلا الصبر على ما لا يصبر عليه، وإذا ما عرفت ان النادي الدولي ارتبط بالنوادي العربية، فبتنا نحتكم لحكمة النادي العالمي.. فيما يحصل كل ذلك لم يعد أمامنا سوى أن نتسلى بما تبقى من وقت لوقت أعمارنا، والتسلية على درجات بالوسع تعداد ابرز احتمالاتها :
-في الاحتمال الأول ان نتسلى بتطليق زوجاتنا باعتبارهن الضلع القاصر الوحيد حيث الأضلاع الطويلة تأكلنا.
- في الاحتمال الثاني أن نتسلى بنتاج المافيات المالية بدءاً من مافيا وكالات السيارات إلى مافيا وكالات الخليوي التي تسلينا وتتسلى بنا ثم تودع دماءنا في مصارف الأجنبي الذي لن يعيد لها من حساباتها إلا ما يكفيها لتناول الآيس كريم في الفنادق الفخمة وعند الحساب يقع عليها ما وقع على بنك الاعتماد طيب الذكر حيث عاد مودعوه بخفي حنين عراة من أموالهم بعد ان عروا شعوبهم.
- والتسلية الثالثة هي أن نصيح كالديكة على وهم إيقاظ النائمين فيما الكل مستيقظ: وكلاء النادي الدولي الذين يطير النوم من عيونهم إذا أخذنا بالاعتبار انهم يسرقوننا لمصلحة ما وراء البحار ولا سفن توصلهم إلى ما سرقوا.
- والمسروقون الذين لم يتبقَ لهم من الدنيا الزائلة سوى زوالها.
ويعاتبنا «الديك» على التوقيع باسم «الديك» ؟
حسنا هل نوقع باسم الحمار ذاك الرجل الواقعي الذي لا يحلم بجائزة المليون ولا يتوهمها ؟
«الديك» سابقا ولاحقاً!!