رحيل الشاعرة الفلسطينية العصامية فدوى طوقان

غيب الموت، يوم 12 كانون الأول الجاري، الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، في أحد مشافي نابلس، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاماً.

وتعد الشاعرة طوقان إحدى رائدات الشعر العربي المعاصر، وشاعرة فلسطين الثائرة، التي حملت على منكبيها مأساة شعبها ووطنها، وهي ابنة المرحوم عبد الفتاح طوقان وشقيقة الشاعر إبراهيم طوقان.

حياة الشاعرة

ولدت فدوى طوقان في مدينة نابلس بالضفة الغربية من أسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي، وهذا الأمر فرض على الأسرة قيماً وسلوكيات اعتبرت فيه مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مستحب، مما انعكس على حياة الشاعرة الشخصية، إذ لم تكمل دراستها،وأخرجت من المدرسة في وقت مبكر جداً، فاعتمدت على نفسها في تثقيف ذاتها وبتشجيع من شقيقها إبراهيم الذي دفعها  إلى فضاء الشعر وحررها من ظلام حياة عادية كان يمكن أن تعيشها حتى الممات، ولذلك فهي لم تخرج إلى الحياة العامة، وظلت محصورة في عالم ضيق، ولم تشارك إلا بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية، مما لفت الأنظار إليها بقوة وأهلها لتدخل الحياة الأدبية الناشطة في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع أربعينياته.

وكانت النقلة الهامة في حياة الشاعرة فدوى هي رحلتها إلى لندن التي دامت سنتين في مطلع ستينيات القرن الماضي، حيث فتحت أمامها آفاقاً معرفية وجمالية وإنسانية رحبة، وصرحت الشاعرة بأن تلك الرحلة أثرت فيها تأثيراً عميقاً على المستوى الشعري والشخصي.

دواوينها الشعرية

وقد أصدرت الشاعرة الراحلة في حياتها المديدة ثمانية دواوين شعرية هي التوالي:

«وحدي مع الأيام» و «وجدتها» و «أعطنا حباً» و «على قمة الحياة وحيداً» و «تموز والشيء الآخر» و «اللحن الأخير» عدا كتابتها سيرتها الذاتية «رحلة جبلية، رحلة صعبة» و «الرحلة الأصعب».

وقد حصلت الشاعرة فدوى طوقان على جوائز دولية وعربية وفلسطينية، وحازت على تكريم المحافل الثقافية في بلدان عدة.

 

■ عادل الملا