غسان مسعود: لست أنا من أوقف العرض!

قبل العشرين من الشهر الجاري، تم إلصاق بوسترات عرض الاستاذ غسان مسعود الجديد «الدبلوماسيون»، وبدا الشارع الثقافي متلهفاً لحضور هذا العرض خاصة أنه ينتظر العرض لأكثر من سنتين. إلاّ أن العرض توقف للمرة الثالثة على التوالي خلال سنتين. هذه المرة قرر غسان مسعود أن يتكلم. فعقد مؤتمراً صحفياً في مسرح الحمراء الذي كان من المفترض أن يقدم العرض عليه.

مؤتمر يتحول إلى احتجاج:

في الـ23 من الشهر نفسه. اجتمع عدد من الممثلين من الوسط الفني بمن فيهم الممثلون المشاركون في العرض، وعدد من الصحافيين والمهتمين بالشأن المسرحي والإعلامي، ولم يأخذ الاجتماع شكل المؤتمر الصحفي بقدر ما أخذ حوار أقرب إلى خطاب وتذمر جماعي يستنكر تراجع الثقافة بشكل كبير، ودور المثقف والفنان في سورية.

السبب الرئيسي في توقف العرض هو عدم توفر الإمكانيات المادية في مديرية المسارح والموسيقى، والسبب تقف وراءه أمور إدارية، إلاّ أن هذه المشاكل ظهرت بعد الخامس عشر من الشهر نفسه أي أنه كان بإمكان المديرية تداركها، أو بأسوأ الأحوال أن يتم تبليغ طاقم عمل المسرحية بذلك قبل أن يتم طبع ملصق المسرحية الذي يعلن تاريخاً محدداً. 

لم يتوقف الحديث عند ذلك الحد بل امتد إلى كافة نواحي الحياة الثقافية والفنية في سورية والتراجع الملحوظ في دور الثقافة والمثقف بكل تجلياته. وامتد إلى غياب المؤسسة بشكلها الحقيقي التي تستطيع فهم متطلبات العمل الفني والثقافي، والحقوق الغائبة للفنان في سورية، وتطرق الحديث إلى الأجور التي يتقاضاها العامل في الحقل الثقافي في سورية والفروق الكبيرة بين هذه الجور والأجور التي يتقاضاها العاملون في الحقل الثقافي في البلدان المجاورة. 

ماذا تعني خسارة الثقافة:

كان الأمر واضحاً وجلياً، هناك أزمة  كبيرة في الوضع الثقافي، المسارح لا تقدم عروضاً جيدة، الوضع السينمائي في سورية أكثر من مترد، الموسيقيون في سورية يعانون من مشاكل كثيرة، البنى التحتية لكل ما سبق ذكره، تعاني الكثير من المشاكل بمعناها المادي المحسوس وبمعناها المجازي، كل ذلك قيل بوضوح، بدون لف أو دوران.  وكان المسؤول عن كل هذه الأزمة واضحاً وإن تغلف بكلمات مثل البيروقراطية، الأمور الإدارية. 

وسأل الأستاذ جمال سليمان الذي كان حاضراً في الاجتماع: أعتقد أن القائمين لا يعرفون معنى خسارة الثقافة، بعد أن أوضح الدور الكبيرالذي تلعبه الثقافة في كافة مجالات الحياة، بدءاً من وجودها بحد ذاته وصولاً إلى البعد السياسي. 

حوادث ذكرت

في كلمات على مسرح الحمراء:

عرض تستمر بروفاته لسنتين ويعلن عن افتتاحه مرتين يتم إيقافه لأسباب إدارية. 

انقطاع الكهرباء عن دار الأوبرا في حفل هام. أجور الكثير من الموسيقيين لم تصرف لأكثر من أشهر.. دون ذكر تدني هذه الأجور.

مدراء في وزارة الثقافة يقومون بجولات دبلوماسيةعلى رؤساء تحرير الصحف كي لا ينشر ما يسيء إلى مديرياتهم.

وزيرة ثقافة سابقة تستصدر قراراً من وزير إعلام سابق بألا تنشر مواد عن وزارة الثقافة في صحف محلية قبل أن توافق عليها شخصياً.

والكثير من المشاكل التي أدت إلى أن تفرغ صالات السينما، وأن يبدأ موسم المسرح القومي بلا عروض، وأن تصدر مجلات بحكم العادة دون أن تقرأ، ومعاهد تعاني الكثير من الأزمات، وأن تتأخر الكتب عن الصدور.. 

 

أخيراً هل سيصل الصوت. إنه ليس غسان مسعود، بل ربما كانت القشة التي قسمت ظهر البعير.