ماذا تقول يا صاحبي؟ الفرد والمجموع

● دعنا من التلميح وادخل مباشرة إلى التصريح ماذا لديك؟!

■  لدي أن جلد الذات وبصورة انفعالية بعيدة عن التفكير العلمي هي أشبه بمناحة تحيل الموقف إلى ضده.

● عدنا ثانية إلى التلميح والعموميات.

■ حسناً… بداية كما يقال… الشيء بالشيء يذكر…. لقد ذكرتني بما قاله أحد الرفاق القدامى عندما سرد على مسامعنا فيضاً من ذكريات مشرفة رغم ما حملته من آلام وعناء وأحزان … لكنها بقيت نبراساً يضيء … وشحنة قوة تشد العزيمة وتذكي الإرادة. وسأذكر لك واحدة منها ففيها الكثير من الدروس والعبر وبخاصة أنها حصيلة تجارب عاشها الرعيل الأول الذي رحلت غالبيته، لقد قال: إن القوة الحقيقية لا تأتي من طاقات متناثرة لا يجمعها مسار واحد... كل منها في اتجاه.

● هذا صحيح وكلنا يعرف قيمة ارتباط الفرد بالمجموع لأنه جزء منه وإلا لن يكون للطاقات الفردية تلك الأهمية والدور في المجتمع إن لم تكن متضافرة … وبالأحرى لن يكون هناك مجموع ينطلق بالمجتمع نحو الأفضل والأحسن.

■ وهنا تكمن أهمية قول ذلك الرفيق القديم في إيضاح دور العمل السياسي فهو المحرك لطاقات المجتمع لتأخذ مسارها الأهم نحو الخلاص من التخلف والظلام والمظالم… والتوجه لبناء المجتمع الأفضل لصالح أبنائه.

● وماذا قال في ذلك؟!

■ قال إنني واحد ممن تعرضوا أيام الديكتاتوريات العسكرية والقمع لتعذيب وحشي … وبعد التعذيب قال لي المحقق: إننا نعرف كل شيء عنك… حتى أخص خصوصياتك. فقلت له: طالما تعرفون عني كل شيء، فلماذا تضربون وتعذبون بهذا الشكل الهمجي؟!

فأجابني المحقق: حتى لاتفكر ـ بحياتك ـ مجرد التفكير بالسياسة والعمل السياسي.

● طبعاً… لأن الدافع الأساسي لممارسة القمع هو خوف الحكام من وعي شعوبهم… خوفهم من أن تنهض الشعوب لتحاسب من كانوا السبب في إفقارها وتخلفها ومظالمها وتهميشها.

■ والدليل على ذلك هو أن الشعوب التي تمارس حريتها لا تسمح لأحد أن يذلها ويتسلط عليها. ويتم ذلك بتضافر جهود أفرادها وقوة وحدتهم.

● كلامك هذا يذكرني بشاعر عربي معروف حين قال في حكام بلاده:

اثنان في أوطاننا يرتعدان

خيفة من صحوة النائم

اللص والحاكم.

فماذا تقول يا صاحبي؟!

■ محمد علي طه

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.