دردشات.. اللص الكبير بريء
بعد غياب عدة أيام في المدينة، عاد العم حمدان إلى قريته، دخل المضافة العامرة، وحيا الجميع:
■ السلام عليكم. رد الحضور:
●● عليكم السلام ورحمة الله وبركاتو.
فسحوا له مكاناً في الصدارة، وراحوا يرمون له السيكارات الملفوفة، أو علب التبغ، ويرحبون به:
■ الحمد لله على السلامة. اختصرها لئلا يرد على الحاضرين فرداً فردا:
●● الله يسلمكم أجمعين واحد واحد. سأله أحدهم:
■ شنو أخبار البلد، إش شفت، إش سمعت.. سولف با رجل والله اشتقنا لسوالفك.
ران الصمت على الحاضرين الذين شخصت أبصارهم إلى العم حمدان. تنحنح وقال:
●● يكولون، كبضوا (اعتقلوا) موظفي المصرف الحرامية. قاطعه أحدهم:
■ بس المدير هرب حتماً...! ورد عليه باستغراب:
●● صحيح... إشلون عرفت؟
■ هاي سالفة كل يوم وكل بوكة (سرقة). قبل مدة باكت حرمة من شركة قطاع عام مليار وميتين ألف ليرة سورية، وهربت. علق آخر:
●● خوش ما باكتها بيوم وليلة، ولا بشهر وشهرين. وين جهاز المسؤولين عنها. رد العم حمدان:
■ جانو ربعها وشريكينها، سهلولها البوك وتستروا عليها. وكبل ما ينكشف أمرها، كالولها انهزمي.. قال آخر:
●● وليش ما يكون المسؤولين عنها، هم دبرولها جواز السفر، وهربوها لبرة، منشان تضيع الطاسة، ويغيب الشاهد الوحيد ال كان يوزع عليهم الحصص..! علق أحدهم:
■ هاي العادة ... الموظفين الكبار يدبرون أمرهم مع المسؤولين الأكبر وتوقع الجريمة برأس الموظف الصغير.. قال أحدهم:
●● باجر (غداً) عيالهم وولادهم رايحين جايين على السجن، هات جدرية واعطيني ماعون (خذ طنجرة وأعطني صحناً) ويحطون الأول والتالي، ويشحذون اللقمة. فلوس الحرام تطلع من عيونهم. قال غيره:
■ يستاهلون.. ليش تورطوا باختلاس مال الدولة. هذا كله مال كل الشعب، الموظفين الصغار مو بإيدهم وإرادتهم. المايشترك معهم بالاختلاس يبهدلوه ويقطعون رزقه.. واليشترك يذبّونها (يرمونها) براسو. ويطلعون منها أبرياء. استفزه أحدهم:
●● سالفتك بايتة ياعم حمدان. هالحوادث صارت تتناقص. رد عليه:
■ تتناقص؟! لا . لأنو العندو آهة ما ينساها، يمكن ما ينشرون الغسيل الوسخ عالحبال. الصحف ذكرت عشرات الاختلاسات الكبيرة.. أسألكم بالله كم مدير عام منهم موجود بالسجن؟! تشوفهم يوم تطلع ريحتو، يعاقبونو بالنقل لمديرية ثانية، أو يسرحونه.. المرض الخبيث مايزول إلا بالقص من العرج (الجذر). حاسبوهم وعاقبوهم على اختلاساتهم، تايصيرو عبرة لغيرهم، ويرجع مال الشعب للشعب.
عبدي يوسف عابد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.