إحراق الأوراق الثقافية.. ماقبل شهر رمضان

ليست دورة القمر الشهرية محط اهتمام علماء الفلك والمنجمين وحسب، بل هي محط اهتمام شركات الإنتاج والمخرجين السوريين، وليس السبب هو تصوير مسلسل تدور أحداثه على أقرب جار لكرتنا الأرضية، بل السبب هو اقتراب شهر رمضان.

فمع حركة القمر ودورته، تؤثر جاذبيته في سرعة الدراما السورية وحركتها، ولقد أثبت ذلك علمياً وبكافة المقاييس. فكثيراً ما ترى مونتيراً ينهض من على كرسيه ويراقب القمر ويدعو أن يتأخر الوقت قليلاً حتى يستطيع إنهاء عمله، أو مخرجاً يصور في الصحراء يطلب من منفذي الإنتاج أن يراقبوا القمر ويعدوا الأيام المتبقية قبل شهر رمضان الكريم.

وهذا الأثر الذي يتركه القمر لا علاقة له بالبرج الفلكي الذي ينتمي له هذا المخرج أو ذاك ولا علاقة له، بالبرج الصيني لهذا المنتج أو ذاك، أو البرج الصاعد لهذا الممثل أو ذاك. فهذا التأثير للقمر هو تأثير شامل يمتد مروراً ببلاد الكنانة مصر، وصولاً إلى أشقائنا وإخوتنا في الخليج العربي، الذين يدرسون الأثر المتبادل بين القمر والدراما.

ومع انتهاء الدورة وانتهاء شهر رمضان يخف تأثير جاذبية القمر على قطاع الدراما، وتمتص الأقمار الصناعية جزءاً من هذه الجاذبية، لتنتقل ويبدا التأثير يشتد  على قطاع الصحافة، فيرسل القمر ذبذبات سلبية للكثير من الأقلام الصحفية التي تتنازع بين مدائح ومذمات، وتشتد جاذبية القمر، مع المهرجانات والاحتفالات التلفزيونية، وتشتد الأقلام حدة، إلاّ أن للأبراج الفلكية هنا دوراً كبيراً، في حسم الصراع.

وإلى الآن نجد من يشكك بقدرة القمر السحرية، وجاذبيته وأثره على ساكني الأرض..

■ عمر سواح

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.