ماذا تقول يا صاحبي؟ بين الاعتصام والاستعصاء
■ عندما يقف الإنسان منسجماً مع ما يطرحه من رأي فذلك موقف يستحق التفهم ويستوجب الاحترام، أما إذا كان الأمر عكس هذا فهذه لعمري إشكالية تحمل بذور تهافتها وسقوطها.
■■ قولك هذا يشير إلى أنك بصدد الحديث عن حدث مر أو أمر حدث.. إلام ترمي؟
■ نعم هذا عين ما قصدت الحديث عنه، فقد نشر السيد عادل محفوض، كلمة علق بها على الاعتصام الناجح الذي جرى في مدينة طرطوس تضامناً مع العراق في وجه الاحتلال الأمريكي.
■■ وما فحوى تلك الكلمة؟
■ فحواها أن كاتبها تاه في فهم دواعي الاعتصام والهدف منه، فهو وفي مقدمة كلمته يقول: «إن الاعتصام جاء استجابة لدعوة شعبية وليس رسمية للتضامن مع العراق، اتفق الداعون إليها على احترام حرية الرأي والتعبير، وحرية القوى السياسية المشاركة في الاعتصام في رفع الرايات التي تعبر عنها…» ثم يتابع كلامه متخبطاً وقد استعصى عليه فهم ما قدم في مقدمته فاستهجن أن يجري التهجم على الغزاة الأمريكيين والدعوة إلى مقاتلتهم، واستنكر أن يندد المعتصمون بخيانة بعض الأنظمة العربية وأبدى استغرابه من أن يرفع الرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين العلم الأحمر. وتساءل: بوجه من يحمل المقاومون السلاح وهل المشكلة هي مع أمريكا!!!. وختم كلمته بهجوم سافر على جميع الأنظمة الشمولية الاشتراكية والقومية والأحزاب الشيوعية والإسلامية، وخصص مديحه للأنظمة والأحزاب الليبرالية بما فيها أمريكا طبعاً ـ التي هي فقط تحترم كما قال حرفياً «هكذا تعاقد»!!
■■ إن العداء للإمبريالية والصهيونية ليس مجال أخذ ورد.. كما أن المصير الوطني ليس مجال مساومة أو نقاش.
■ أوافقك الرأي تماماً، ولكن… إذا أضاع الإنسان بوصلة شعبه هام في متاهة لا نجاة منها.. والأنكى أنه يريد لغيره أن يضيع معه في متاهته.
■■ ألم يتعلم ما تعلمه جميع الوطنيين بأن الوطنية تتطلب حمل السلاح دفاعاً عن الوطن في وجه جميع أعدائه، وأنه لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان دون الحديث عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وفق خياراتها الحرة.. إن الدفاع عن الوطن هو عنوان الوطنية، والوطن هو شعب و أرض ووجود وانتماء… كرامة وأمن ولقمة عيش شريف.
■ ولأجل هذا الوطن حمل الشيوعيون شأنهم شأن جميع الوطنيين السلاح وسيحملونه في وجه الغزاة… وخير شاهد على ذلك دماء الرفاق الأبطال نضال آل رشي وناصر عيسى وحكمت قطان وفاخر عليوي وغيرهم.. الذين تمر في هذه الأيام الذكرى العشرون لاستشهادهم وهم يقاتلون الغزاة الأمريكيين والصهاينة على أرض لبنان عام 1983… فماذا تقول يا صاحبي؟!
■ محمد علي طه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.