مجزرة لإيقاف دور الشيوعي الإيطالي في البندقية «لا توجد أسرار للدولة» في فيلم لـ «بينفينوتي»
أثار فيلم «أسرار الدولة» لمخرجه باولو بينفينوتي جدلاً واسعاً في الأوساط الإيطالية ليس من الجهة السينمائية وحسب بل حتى في الأوساط السياسية والدينية، خلال مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
يعرض الفيلم مذبحة سهل بورتيلا ديلا جينيسترا، بشكل سينمائي، وهي واحدة من أكثر قصص التاريخ الإيطالي مثاراً للجدل، خلال القرن المنصرم، حيث قتل في جزيرة صلقية خلال تظاهرة عمالية بمناسبة عيد العمال العالمي في 1 أيار 1947 أحد عشر شخصاً وجرح سبعة وعشرون في هجوم مسلح ألصقت التهمة في حينها بعراب المافيا سلفاتوري جوليانو.
فقد استطاع المخرج من خلال آلاف الوثائق والشهادات التي قام بجمعها - بعد أن رفع الأمريكيون يدهم عن المعلومات التي كانت تعتبر من أسرار الدولة- على توضيح الكثير من الغموض والأجزاء الناقصة من اللغز الذي لف هذه الحادثة. يقول المخرج: أن هذه الحادثة كانت دائماً مثار سخرية الإيطاليين فكيف أمكن لسلفاتوري الذي يعتبره الكثيرون بطلاً، ويقدم إلى الآن كروبن هود أن يقتل هذا العدد من مواطنيه الإيطاليين، كما أن الكثيرين كانوا يعرفون جزءاً كبيراً من المسكوت عنه ولفترة طويلة من الزمن أن من يقف حقيقة وراء هذه المجزرة لم يكن إلاّ الاستخبارات الإيطالية، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي عملت جاهدة لإيقاف الصعود المتسارع حينها للحزب الشيوعي الإيطالي. ويرى بينفينوتي أن هذه المجزرة كانت رسالة قوية إلى الشيوعيين الإيطاليين من أجل إفهامهم بأنه ليس من المسموح لهم أن يتجاوزوا الدور المرسوم لهم.
وقد أثار هذا الفيلم الكثير من الجدل داخل المهرجان وخارجه، فاعتبره الوسط اليساري مساهمة في إيضاح الحقائق التاريخية، بينما اعتبره الوسط الكاثوليكي المناصر لبيرلسكوني فيلماً دعائياً وتحريضياً عادياً.