«سحابة صيف» مقيمة
استطاعت الكاتبة إيمان السعيد أن تقدّم من خلال عملها الدرامي الأول «سحابة صيف» بانوراما شديدة الاختلاف لصورة الحياة السورية، وذلك عبر سرد مباغت يبني أحداثه بالتراكم، لا بتفجير الحدث، فمع الوقت تتكشف الشخصيات عن حقيقتها، بدلاً من الطرق المعهودة في الكشف عن الشخوص منذ الحلقات الأولى.
المسلسل الذي أخرجه مروان بركات يطرح العديد من القضايا الساخنة: بيع الأعضاء، جرائم الكمبيوتر، التحرش الجنسي، سفاح القربى، اللاجئون، بطالة الشباب.. عبر حكايات متنوعة لأسر فقيرة وأخرى غنية، والجديد أن تلك الحكايات كانت تتقاطع وتلتقي بالحتمية، لا بالصدف الواهية، وبكلّ المبررات اللازمة، وكأنّ المسافات الاجتماعية بين الشخصيات لم تمنع البشر من لقاء المصالح أو في اندماج المصائر..
بين كل القضايا والهواجس والأفكار والحالات التي طرحها مسلسل «سحابة صيف»، كان الهم الأكبر كامناً في ما تختزنه عبارة العنوان المجازية، هذه التي نطلقها في العادة لوصف ما يعصف بنا على أنه عابر، لكن السخرية في الحقيقة المرّة التي تضيؤها الكاتبة، وهو أن ما نظنه عابراً وطارئاً وآنيّاً، خصوصاً في منطقتنا العاصفة بالأحداث السياسية، باتت قدراً لا سبيل إلى خلاص منه، وما نعتقد أنه مجرد «سحابة صيف» ليس سوى مصير أرعن وأعمى