ربما ..! نحو مؤتمر دراميّ
«كشهر طويل من العشق»، كما هو عنوان مجموعة شعرية لبول شاوول، كان شهر رمضان في حصيلته التلفزيونية التي تلاقت وافترقت في نقاط شتى وعديدة، أهمها التطرّق الصريح والواضح إلى قضايا الآن، بكلّ احتداماتها، وما شاهدناه كافٍ، لكن المقالات التي ستدبّج، والحبر الذي سيسيل، لن يكونا إلا في إطار التغطية والتعليق، العابرَيْن في نهاية الأمر، كما يحدث في كل موسم، أي أنهما سيظلان يجريان ضمن منطق «تمشاية حال»، في حين أننا نحتاج وقفاتٍ طويلةً وجادةً مع ما قُدّم من حيث أهميته أو عدمها، ومن حيث التجاوب معه أو مروره مرور الكرام..
هذا ما يجعل من المُلحِّ والضروريّ الآن الدعوة إلى مؤتمر عام للصناعة الدرامية، حيث يمكن أن يلتقي الجميع، فنانون وفنيون وكتّاب ونقاد، من أجل التباحث استراتيجياً في مصير الدراما السورية، خصوصاً وأنّ الأزمة المالية العالمية أصبحت في عقر دارنا!!
إن محطة «سوريا دراما» وملحق «تشرين الثقافي/ دراما»، وقبلهما جائزة «أدونيا»، خطوتان أوليتان في الطريق الصحيح، أما وقد بات الجو العام مهيأً أكثر من أي وقت آخر، فالمطلوب هو العمل الممنهج والمدروس، ولعل مؤتمرنا المحلوم هذا يحتاج بشكل أساسي إلى ثلاثة محاور كبيرة: اقتصادية، اجتماعية، ثقافية.. للأول التمحيص في سبل وجدوى وآفاق الإنتاج السوري وتسويقه بشروط وقوانين تحترم المنتج نفسه، وتضع نصب عينيها الجيب الوطنية. فيما المحور الاجتماعي يرصد ما يتعلّق بما تمّ تناوله وكيفية تعاطي الناس معه، وما الذي يحتاجه الواقع من أطروحات جديدة تمس علله وأمراضه. فيما يذهب الثقافي إلى الجمالي والفني اللائق بنا، وبما يتوافق والمحورين الآخرين.
كان لرواج الندوات الدرامية، التي كانت تقام بين حين ومين، مفعول إيجابي كبير، فقد أتاحت لقاءات حية مع المتلقي، فما بالك بمخطط استراتيجي تنتج عنه توجهات عامة من شأنها حماية هذا المنتج وترتقي به؟
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.