رحيل الرفيق فريد قره
في يوم 29/12/2002 غيب الموت الرفيق فريد قره عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عن عمر يناهز الاثنين وستين عاماً قضى جلها في صفوف الحزب الشيوعي السوري منذ عام 1957.
وكان الرفيق الراحل قد شغل مهام حزبية عديدة آخرها عضو لجنة مركزية، سكرتير منطقية حوران.
وفي يوم 30/12/ 2002 جرى له تأبين كبير في مدينة درعا شارك فيه جمهور غفير من أهالي درعا ومن رفاق الفقيد وأصدقائه.
وقد ارسلت أكاليل الورود باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين واللجان المنطقية في كافة المحافظات، وكذلك باسم لجان التنسيق.
وألقيت في تأبين الفقيد كلمات عديدة، تحدثت عن مناقب الفقيد واخلاصه وتفانيه في سبيل قضايا الجماهير..
وألقى الرفيق حمزة منذر عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين كلمة باسم الشيوعيين السوريين، هذا نصها:
السادة رجال الدين الأفاضل:
أيها المشيعون المكلومون بفقد ابن درعا البار الرفيق أبو خالد فريد قره، عضو اللجنةالوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين!
ماذا أقول في رجل وصديق ورفيق عرفته منذ ربع قرن سوى شهادة حق متواضعة من فيض سجايا الفقيد الغالي على قلوب وعقول ووجدان محبيه ورفاقه..
ماكان أقربه حين يُنشد، وماكان أسرعه حين يُطلب، وما كان أشجعه في الدفاع عن قضايا الفقراء من أبناء شعبه. لقد كان جريئاً من غير تهور وحكيماً في غير استعلاء… من أرض حوران المعطاءة نبت قوياً، ومنذ الصغر عرف أين يتجه وإلى أين ينحاز ولذلك سلك طريق الكفاح في صفوف الحزب الشيوعي السوري. لقد ملأت حنايا قلبه قضايا الشعب وغمرت روحه قضايا الجماهير والدفاع عن مصالحها. لم يكن يوماً طماعاً بالأصفر الرنان ولم يحن هامته أمام المكاسب سواء داخل الحزب أو في العمل الوظيفي، بل كان يجد سعادته بالاختلاط بالناس والعمل على إسعادهم بقدر ما يستطبع وهذا ما جعله قدوة لرفاقه في قواعد الحزب لجرأته في النقد الموضوعي ورفض ولاءات عقلية الإقطاع السياسي التي جلبت للحزب الانقسام تلو الانقسام. لكن أبو خالد لم يكن وحيداً في نضاله هذا، بل كانت إلى جنبه الغالبية العظمى من كوادر وقواعد الشيوعيين في كل الفصائل التي رفعت شعار الحوار الرفاقي الجاد من أجل وحدة جميع الشيوعيين السوريين في حزب شيوعي واحد يبرر وجوده التاريخي ويأخذ دوره ا لمطلوب في المسالة الوطنية والاجتماعية والديمقراطية، وخاصة في هذه الظروف العصيبة التي تتعرض فيها منطقتنا ووطننا لمخاطر جدية جراء المخططات العدوانية من قبل الإمبريالية الأمريكية وحليفتها إسرائيل الصهيونية.
لقد نال الرفيق أبو خالد شرف المشاركة بجدية في الإعداد للاجتماع الوطني المنعقد في دمشق بتاريخ 18/11/2002 ونال شرف عضوية اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ومكتب المتابعة المنبثق عنها وكان مثلاً يحتذى في الصلابة والتفاؤل والثبات على المبادئ والنزاهة في خدمة الشعب!
تحية لذكراك أيها الرفيق الغالي، تحية لأسرتك وذويك، وتحية لأهالي درعا الأوفياء لجميع المناضلين من أبناء الوطن ولك من رفاقك الشيوعيين صون ذكراك والسير نحو الأهداف التي نذرت حياتك من أجلها في وطن حر موفور العزة والكرامة والسيادة الوطنية.